سير أعلام النبلاء (متجدد بإذن الله)

الموضوع في '#المكتبة' بواسطة ام عبد الرحمن, بتاريخ ‏17 فبراير 2015.

فيسبوك
أخطاء في برامج التواصل الاجتماعي
  1. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    بسم الله

    [​IMG]
    سعيد بن زيد ( ع )

    ابن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب ، أبو الأعور القرشي العدوي .

    أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، ومن السابقين الأولين البدريين ، ومن الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه .

    شهد المشاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وشهد حصار دمشق وفتحها ، فولاه [ ص: 125 ] عليها أبو عبيدة بن الجراح ، فهو أول من عمل نيابة دمشق من هذه الأمة .

    وله أحاديث يسيرة . فله حديثان في الصحيحين . وانفرد البخاري له بحديث .

    روى عنه ابن عمر ، وأبو الطفيل ، وعمرو بن حريث ، وزر بن حبيش ، وأبو عثمان النهدي ، وعروة بن الزبير ، وعبد الله بن ظالم ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وطائفة .

    قرأت على أحمد بن عبد الحميد ، أخبركم الإمام أبو محمد بن قدامة سنة ثمان عشرة وست مائة ، أخبرتنا شهدة بنت أحمد الكاتبة ، بقراءتي ، أنبأناطراد بن محمد الزينبي ، أنبأنا ابن رزقويه ، أنبأنا أبو جعفر محمد بن يحيى الطائي ، سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة ، حدثنا علي بن حرب ، حدثناسفيان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عمرو بن حريث ، عن سعيد بن زيد بن عمرو ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " الكمأة من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل ، وماؤها شفاء للعين " .

    أخرجه البخاري من طريق ابن عيينة ، فوقع لنا بدلا عاليا . [ ص: 126 ]

    قرأت على علي بن عيسى التغلبي ، أخبركم محمد بن إبراهيم الصوفي سنة عشرين وست مائة ، أنبأنا أبو طاهر السلفي ، أنبأنا عبد الله الثقفي ، أنبأناأحمد بن الحسن ، أنبأنا حاجب بن أحمد ، حدثنا عبد الرحيم ، هو ابن منيب ، حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن طلحة عن سعيد بن زيد يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " من ظلم من الأرض شبرا طوقه من سبع أرضين ، ومن قتل دون ماله فهو شهيد " .

    هذا حديث صالح الإسناد ، لكنه فيه انقطاع ; لأن طلحة بن عبد الله بن عوف لم يسمعه من سعيد . رواه مالك ، ويونس ، وجماعة ، عن الزهريفأدخلوا بين طلحة وسعيد : عبد الرحمن بن عمرو بن سهل الأنصاري . أخرجه البخاري عن أبي اليمان ، عن شعيب ، عن الزهري .

    كان والده زيد بن عمرو ممن فر إلى الله من عبادة الأصنام ، وساح في أرض الشام يتطلب الدين القيم ، فرأى النصارى واليهود ، فكره دينهم ، [ ص:127 ] وقال : اللهم إني على دين إبراهيم ولكن لم يظفر بشريعة إبراهيم - عليه السلام - كما ينبغي ، ولا رأى من يوقفه عليها ، وهو من أهل النجاة ، فقد شهد له النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه يبعث أمة وحده وهو ابن عم الإمام عمر بن الخطاب ، رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولم يعش حتى بعث .

    فنقل يونس بن بكير ، وهو من أوعية العلم بالسير ، عن محمد بن إسحاق قال : قد كان نفر من قريش : زيد بن عمرو بن نفيل ، وورقة بن نوفل ،وعثمان بن الحارث بن أسد ، وعبيد الله بن جحش ، وأميمة ابنة عبد المطلب حضروا قريشا عند وثن لهم ، كانوا يذبحون عنده لعيد من أعيادهم ، فلما اجتمعوا ، خلا أولئك النفر بعضهم إلى بعض ، وقالوا : تصادقوا وتكاتموا ، فقال قائلهم : تعلمن والله ما قومكم على شيء ، لقد أخطئوا دين إبراهيموخالفوه ، فما وثن يعبد لا يضر ولا ينفع ، فابتغوا لأنفسكم .

    قال : فخرجوا يطلبون ويسيرون في الأرض ، يلتمسون أهل كتاب من اليهود والنصارى والملل كلها يتطلبون الحنيفية ، فأما ورقة فتنصر ، واستحكم في النصرانية ، وحصل الكتب ، وعلم علما كثيرا ، ولم يكن فيهم أعدل شأنا من زيد ; اعتزل الأوثان والملل إلا دين إبراهيم ، يوحد الله - تعالى - ولا يأكل من ذبائح قومه ، وكان الخطاب عمه قد آذاه ، فنزح عنه إلى أعلى مكة ، فنزل حراء ، فوكل به الخطاب شبابا سفهاء لا يدعونه يدخل مكة ، فكان لا يدخلها إلا سرا .
     
    أعجب بهذه المشاركة تلميذة الجميع
  2. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    وكان الخطاب أخاه أيضا من أمه ، فكان يلومه على فراق دينه . فسار زيد إلى الشام والجزيرة والموصل يسأل عن الدين . [ ص: 128 ]

    أخبرنا يوسف بن أحمد بن أبي بكر الحجار ، أنبأنا موسى بن عبد القادر ، أنبأنا سعيد بن أحمد بن البنا ، ( ح ) وأنبأنا أحمد بن المؤيد ، أنبأنا الحسن بن إسحاق ، أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الزاغوني . وقرأت على عمر بن المنعم ، في سنة ثلاث وتسعين ، عن أبي اليمن الكندي ، إجازة في سنة ثمان وست مائة ، أنبأنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المهتدي بالله ، قالوا : أنبأنا محمد بن محمد الزينبي ، أنبأنا محمد بن عمر الوراق ، حدثنا عبد الله بن سليمان ، حدثنا عيسى بن حماد ، أنبأنا الليث بن سعد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أسماء بنت أبي بكر قالت : لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبة يقول : يا معشر قريش ، والله ما فيكم أحد على دين إبراهيم غيري . وكان يحيي الموءودة ، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته : مه ! لا تقتلها . أنا أكفيك مؤنتها ، فيأخذها ، فإذا ترعرعت ، قال لأبيها : إن شئت ، دفعتها إليك ، وإن شئت ، كفيتك مؤنتها .

    هذا حديث صحيح غريب ، تفرد به الليث ; وإنما يرويه عن هشام كتابة ، وقد علقه البخاري في " صحيحه " فقال : وقال الليث : كتب إلي هشام ، فذكره . وقد سمعه ابن إسحاق من هشام . [ ص: 129 ]

    وعندي بالإسناد المذكور إلى الليث ، عن هشام نسخة ، فمن أنكر ما فيها : عن أبيه عروة أنه قال : مر ورقة بن نوفل على بلال وهو يعذب ، يلصق ظهره بالرمضاء وهو يقول : أحد أحد ، فقال ورقة : أحد أحد يا بلال ، صبرا يا بلال . لم تعذبونه ؟ فوالذي نفسي بيده ، لإن قتلتموه ، لأتخذنه حنانا . يقول : لأتمسحن به . هذا مرسل . وورقة لو أدرك هذا ، لعد من الصحابة ، وإنما مات الرجل في فترة الوحي بعد النبوة وقبل الرسالة كما في الصحيح .

    يونس بن بكير : عن ابن إسحاق ، حدثني هشام ، عن أبيه ، عن أسماء أن ورقة كان يقول : اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك ، عبدتك به ، ولكني لا أعلم ، ثم يسجد على راحته .

    يونس بن بكير ، وعدة : عن المسعودي ، عن نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد ، عن أبيه ، عن جده ، قال : مر زيد بن عمرو على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وزيد بن حارثة ، فدعواه إلى سفرة لهما ، فقال : يا ابن أخي ، إني لا آكل مما ذبح على النصب ، فما رئي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك اليوم يأكل مما ذبح على النصب المسعودي ليس بحجة .

    أخرجه الإمام أحمد في " مسنده " ، عن يزيد ، عن المسعودي ، ثم زاد في آخره : قال سعيد فقلت : يا رسول الله ، إن أبي كان كما قد رأيت وبلغك ولو أدركك لآمن بك واتبعك فاستغفر له . قال : " نعم ، فأستغفر له ، فإنه [ ص: 130 ] يبعث أمة وحده " .

    وقد رواه إبراهيم الحربي قال : حدثنا إبراهيم بن محمد ، حدثنا أبو قطن ، عن المسعودي ، عن نفيل ، عن أبيه ، عن جده قال : مر زيد برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبابن حارثة وهما يأكلان في سفرة فدعواه ، فقال : إني لا آكل مما ذبح على النصب . قال : وما رئي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، آكلا مما ذبح على النصب .

    فهذا اللفظ مليح يفسر ما قبله ، وما زال المصطفى محفوظا محروسا قبل الوحي وبعده ولو احتمل جواز ذلك ، فبالضرورة ندري أنه كان يأكل من ذبائح[ ص: 131 ] قريش قبل الوحي ، وكان ذلك على الإباحة ; وإنما توصف ذبائحهم بالتحريم بعد نزول الآية ، كما أن الخمرة كانت على الإباحة ، إلى أن نزل تحريمها بالمدينة بعد يوم أحد ، والذي لا ريب فيه أنه كان معصوما قبل الوحي ، وبعده وقبل التشريع من الزنا قطعا ، ومن الخيانة ، والغدر ، والكذب ، والسكر ، والسجود لوثن ، والاستقسام بالأزلام ، ومن الرذائل ، والسفه ، وبذاء اللسان ، وكشف العورة ، فلم يكن يطوف عريانا ، ولا كان يقف يوم عرفة مع قومه بمزدلفة ، بل كان يقف بعرفة . وبكل حال لو بدا منه شيء من ذلك لما كان عليه تبعة ; لأنه كان لا يعرف ، ولكن رتبة الكمال تأبى وقوع ذلك منه - صلى الله عليه وسلم - تسليما .

    أبو معاوية : عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " دخلت الجنة ، فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل دوحتين " .

    غريب . رواه الباغندي عن الأشج ، عنه .

    عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أسماء قالت : رأيت زيد بن عمرو شيخا كبيرا مسندا ظهره إلى الكعبة وهو يقول : [ص: 132 ] ويحكم يا معشر قريش ، إياكم والزنا ; فإنه يورث الفقر .

    أبو الحسن المدائني : عن إسماعيل بن مجالد ، عن أبيه ، عن الشعبي ، عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال : قال زيد بن عمرو : شاممت النصرانية واليهودية ، فكرهتهما ، فكنت بالشام ، فأتيت راهبا ، فقصصت عليه أمري ، فقال : أراك تريد دين إبراهيم - عليه السلام - يا أخا أهل مكة ، إنك لتطلب دينا ما يوجد اليوم ، فالحق ببلدك ، فإن الله يبعث من قومك من يأتي بدين إبراهيم ، بالحنيفية ، وهو أكرم الخلق على الله .

    وبإسناد ضعيف : عن حجير بن أبي إهاب قال : رأيت زيد بن عمرو يراقب الشمس ، فإذا زالت ، استقبل الكعبة ، فصلى ركعة ، وسجد سجدتين .

    وأنشد الضحاك بن عثمان الحزامي لزيد :
    وأسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذبا زلالا إذا سقيت بلدة من بلاد
    سيقت إليها فسحت سجالا وأسلمت نفسي لمن أسلمت
    له الأرض تحمل صخرا ثقالا [ ص: 133 ] دحاها فلما استوت شدها
    سواء وأرسى عليها الجبالا

    وروى هشام بن عروة فيما نقله عنه ابن أبي الزناد ، أنه بلغه أن زيد بن عمرو كان بالشام . فلما بلغه خبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أقبل يريده ، فقتله أهل ميفعة بالشام .

    وروى الواقدي أنه مات فدفن بأصل حراء ، وقال ابن إسحاق : قتل ببلاد لخم .
     
    أعجب بهذه المشاركة تلميذة الجميع
  3. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    عبد العزيز بن المختار : أنبأنا موسى بن عقبة ، أخبرني سالم ، سمع ابن عمر يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أنه لقي زيد بن عمروأسفل بلدح قبل الوحي . فقدم إلى زيد سفرة فيها لحم ، فأبى أن يأكل ، وقال : لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ، أنا لا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه .

    أخرجه البخاري وزاد في آخره : وكان يعيب على قريش ويقول : الشاة خلقها الله ، وأنزل لها من السماء ، وأنبت لها من الأرض ، ثم تذبحونها على غير اسم الله ؟ .

    أبو أسامة وغيره قالا : حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن ، [ ص: 134 ] عن أسامة بن زيد ، عن زيد بن حارثة قال : خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مردفي إلى نصب من الأنصاب ، فذبحنا له - ضمير له راجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - شاة ، ووضعناها في التنور ، حتى إذا نضجت ، جعلناها في سفرتنا ، ثم أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير ، وهو مردفي ، في أيام الحر ، حتى إذا كنا بأعلى الوادي ، لقي زيد بن عمرو ، فحيى أحدهما الآخر ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : ما لي أرى قومك قد شنفوا لك ، أي : أبغضوك ؟ قال : أما والله إن ذلك مني لغير نائرة كانت مني إليهم ، ولكني أراهم على ضلالة ، فخرجت أبتغي الدين ، حتى قدمت على أحبار أيلة ، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فدللت على شيخ بالجزيرة ، فقدمت عليه ، فأخبرته ، فقال : إن كل من رأيت في ضلالة ، إنك لتسأل عن دين هو دين الله وملائكته ، وقد خرج في أرضك نبي ، أو هو خارج ، ارجع إليه ، واتبعه . فرجعت ، فلم أحس شيئا ، فأناخ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البعير ، ثم قدمنا إليه السفرة ، فقال : ما هذه ؟ قلنا : شاة ذبحناها للنصب كذا . قال : فقال إني لا آكل مما ذبح لغير الله ، ثم تفرقا ، ومات زيد قبل المبعث ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يأتي أمة وحده " .

    رواه إبراهيم الحربي في " الغريب " عن شيخين له ، عن أبي أسامة ، ثم قال : في ذبحها على النصب وجهان : إما أن زيدا فعله عن غير أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، إلا أنه كان معه ، فنسب ذلك إليه ; لأن زيدا لم يكن معه من العصمة والتوفيق [ ص: 135 ] ما أعطاه الله لنبيه ، وكيف يجوز ذلك وهو - عليه السلام - قد منع زيدا أن يمس صنما ، وما مسه هو قبل نبوته ، فكيف يرضى أن يذبح للصنم ، هذا محال .

    الثاني : أن يكون ذبح لله واتفق ذلك عند صنم كانوا يذبحون عنده .

    قلت : هذا حسن ; فإنما الأعمال بالنية ، أما زيد ، فأخذ بالظاهر ، وكان الباطن لله ، وربما سكت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإفصاح خوف الشر ، فإنا مع علمنا بكراهيته للأوثان ، نعلم أيضا أنه ما كان قبل النبوة مجاهرا بذمها بين قريش ، ولا معلنا بمقتها قبل المبعث ، والظاهر أن زيدا -رحمه الله - توفي قبل المبعث ، فقد نقل ابن إسحاق أن ورقة بن نوفل رثاه بأبيات ، وهي :
    رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما تجنبت تنورا من النار حاميا
    بدينك ربا ليس رب كمثله وتركك أوثان الطواغي كما هيا
    وإدراكك الدين الذي قد طلبته ولم تك عن توحيد ربك ساهيا
    فأصبحت في دار كريم مقامها تعلل فيها بالكرامة لاهيا
    وقد تدرك الإنسان رحمة ربه ولو كان تحت الأرض سبعين واديا

    نعم ، وعد عروة سعيد بن زيد في البدريين فقال : قدم من الشام بعد بدر ، فكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فضرب له بسهمه وأجره وكذلك قال موسى بن [ ص: 136 ] عقبة وابن إسحاق .

    وامرأته هي ابنة عمه فاطمة ، أخت عمر بن الخطاب .

    أسلم سعيد قبل دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم .

    وأخرج البخاري من ثلاثة أوجه ، عن إسماعيل ، عن قيس بن أبي حازم قال : قال سعيد بن زيد : لقد رأيتني ، وإن عمر لموثقي على الإسلام وأخته ، ولو أن أحدا انقض بما صنعتم بعثمان لكان حقيقا .

    وقد ذكرنا في إسلام عمر فصلا في المعنى .

    وذكر ابن سعد في " طبقاته " عن الواقدي ، عن رجاله قالوا : لما تحين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصول عير قريش من الشام ، بعث طلحةوسعيد بن زيد قبل خروجه من المدينة بعشر ، يتحسسان خبر العير ، فبلغا الحوراء ، فلم يزالا مقيمين هناك ، حتى مرت بهم العير ، فتساحلت ، فبلغ نبي الله الخبر قبل [ ص: 137 ] مجيئهما ، فندب أصحابه ، وخرح يطلب العير ، فتساحلت وساروا الليل والنهار ، ورجع طلحة وسعيد ليخبرا ، فوصلاالمدينة يوم الوقعة ، فخرجا يؤمانه ، وضرب لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسهمهما وأجورهما ، وشهد سعيد أحدا والخندق والحديبيةوالمشاهد .

    وقد تقدمت عدة أحاديث في أنه من أهل الجنة ، وأنه من الشهداء .

    قال عبد الله بن أحمد : سألت أبي عن الشهادة لأبي بكر وعمر أنهما في الجنة ، فقال : نعم ، اذهب إلى حديث سعيد بن زيد .

    هشام بن عروة ، عن أبيه أن أروى بنت أويس ادعت أن سعيد بن زيد أخذ شيئا من أرضها ، فخاصمته إلى مروان ، فقال سعيد : أنا كنت آخذ من أرضها شيئا بعد الذي سمعت من رسول الله ؟ سمعته يقول : " من أخذ شيئا من الأرض طوقه إلى سبع أرضين " قال مروان : لا أسألك بينة بعد هذا ، فقال سعيد : اللهم إن كانت كاذبة ، فأعم بصرها ، واقتلها في أرضها . فما ماتت حتى عميت ، وبينا هي تمشي في أرضها ، إذ وقعت في حفرة فماتت .

    أخرجه مسلم . وروى عبد العزيز بن أبي حازم ، عن العلاء بن عبد الرحمن [ ص: 138 ] نحوه عن أبيه . وروى المغيرة بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، نحوه .

    وقال ابن أبي حازم في حديثه : سألت أروى سعيدا أن يدعو لها ، وقالت : قد ظلمتك . فقال : لا أرد على الله شيئا أعطانيه .

    قلت : لم يكن سعيد متأخرا عن رتبة أهل الشورى في السابقة والجلالة ; وإنما تركه عمر رضي الله عنه ؛ لئلا يبقى له فيه شائبة حظ ; لأنه ختنه وابن عمه ، ولو ذكره في أهل الشورى لقال الرافضي : حابى ابن عمه . فأخرج منها ولده وعصبته . فكذلك فليكن العمل لله .

    خالد الطحان : عن عطاء بن السائب . عن محارب بن دثار قال : كتب [ ص: 139 ] معاوية إلى مروان والي المدينة ، ليبايع لابنه يزيد ، فقال رجل من جند الشام : ما يحبسك ؟ قال : حتى يجيء سعيد بن زيد فيبايع ، فإنه سيد أهل البلد ، وإذا بايع ، بايع الناس ، قال : أفلا أذهب فآتيك به ؟ وذكر الحديث
     
    أعجب بهذه المشاركة تلميذة الجميع
  4. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    أنبئنا وأخبرنا عن حنبل سماعا ، أنبأنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن المذهب ، أنبأنا القطيعي ، حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان ، عن حصين ومنصور ، عن هلال بن يساف ، عن سعيد بن زيد - وقال حصين : عن ابن ظالم ، عن سعيد بن زيد - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " اسكن حراء ; فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد " . وعليه النبي ، وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزبير ، وسعد ، وعبد الرحمن ، وسعيد بن زيد .

    ابن سعد : أنبأنا أبو ضمرة ، عن يحيى بن سعيد ، أخبرني نافع ، عن ابن عمر أنه استصرخ على سعيد بن زيد يوم الجمعة بعدما ارتفع النهار ، فأتاهابن عمر بالعقيق ، وترك الجمعة . أخرجه البخاري .

    وقال إسماعيل بن أمية : عن نافع قال : مات سعيد بن زيد وكان يذرب . [ ص: 140 ]

    فقالت أم سعيد لعبد الله بن عمر : أتحنطه بالمسك ؟ فقال : وأي طيب أطيب من المسك ! فناولته مسكا .

    سليمان بن بلال حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن ، عن عائشة بنت سعد قالت : مات سعيد بن زيد بالعقيق ، فغسله سعد بن أبي وقاص ، وكفنه ، وخرج معه .

    وروى غير واحد ، عن مالك قال : مات سعيد بن زيد ، وسعد بن أبي وقاص بالعقيق . قال الواقدي : توفي سعيد بن زيد سنة إحدى وخمسين ، وهو ابن بضع وسبعين سنة ، وقبر بالمدينة . نزل في قبره سعد ، وابن عمر ، وكذا قال أبو عبيد ، ويحيى بن بكير ، وشهاب . قال الواقدي : كان سعيدرجلا ، آدم ، طويلا ، أشعر . وقد شذ الهيثم بن عدي فقال : مات بالكوفة . وقال عبيد الله بن سعد الزهري : مات سنة اثنتين وخمسين رضي الله عنه .

    فهذا ما تيسر من سيرة العشرة ، وهم أفضل قريش ، وأفضل السابقين المهاجرين ، وأفضل البدريين ، وأفضل أصحاب الشجرة ، وسادة هذه الأمة في الدنيا والآخرة . فأبعد الله الرافضة ، ما أغواهم وأشد هواهم ، كيف اعترفوا بفضل واحد منهم وبخسوا التسعة حقهم ، وافتروا عليهم بأنهم كتموا النص في علي أنه الخليفة . فوالله ما جرى من ذلك شيء ، وإنهم زوروا الأمر عنه بزعمهم ، وخالفوا نبيهم ، وبادروا إلى بيعة رجل من بني تيم يتجر ويتكسب ، [ ص: 141 ] لا لرغبة في أمواله ولا لرهبة من عشيرته ورجاله ، ويحك ! أيفعل هذا من له مسكة عقل ؟ ولو جاز هذا على واحد لما جاز على جماعة ، ولو جاز وقوعه من جماعة ، لاستحال وقوعه ، والحالة هذه ، من ألوف من سادة المهاجرين والأنصار ، وفرسان الأمة ، وأبطال الإسلام ، لكن لا حيلة في برء الرفض ; فإنه داء مزمن ، والهدى نور يقذفه الله في قلب من يشاء ، فلا قوة إلا بالله .

    حديث مشترك ، وهو منكر جدا . رواه الطبراني في " المعجم الكبير " حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، وقال أبو عمرو بن حمدان : حدثنا الحسن بن سفيان ، في مسنده ، قالا : حدثنا نصر بن علي ، حدثنا عبد المؤمن بن عباد العبدي ، حدثنا يزيد بن معن ، حدثني عبد الله بن شرحبيل ، عن رجل من قريش ، عن زيد بن أبي أوفى - رضي الله عنه - ، قال : دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسجد المدينة ، فجعل يقول : " أين فلان ، أين فلان ؟ فلم يزل يتفقدهم ويبعث إليهم حتى اجتمعوا ، فقال : إني محدثكم بحديث فاحفظوه ، وعوه : إن الله اصطفى من خلقه خلقا يدخلهم الجنة ، وإني مصطف منكم ومؤاخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة . قم يا أبا بكر ، فقام ، فقال : إن لك عندي يدا ، إن الله يجزيك بها ، فلو كنت متخذا خليلا لاتخذتك ، فأنت مني بمنزلة قميصي من جسدي ، ادن يا عمر ، فدنا ، فقال : قد كنت شديد الشغب علينا ، فدعوت الله أن يعز بك الدين أو بأبي جهل ، ففعل الله بك ذلك ، وأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة ، ثم آخى بينه وبين أبي بكر ، ثم دعا عثمان ، فلم يزل يدنيه حتى ألصق ركبته بركبته ، ثم نظر إلى السماء ، فسبح ثلاثا ، ثم قال : إن لك شأنا في أهل السماء ، أنت ممن يرد علي الحوض ، وأوداجه تشخب .

    فأقول : [ ص: 142 ] من فعل بك هذا ؟ فتقول : فلان ، ثم دعا عبد الرحمن بن عوف فقال : ادن يا أمين الله ، والأمين في السماء ، يسلطك الله على مالك بالحق ، أما إن لك عندي دعوة قد أخرتها ، قال : خر لي يا رسول الله . قال : حملتني أمانة ، أكثر الله مالك ، وآخى بينه وبين عثمان ، ثم دعاطلحة والزبير ، فدنوا منه ، فقال : أنتما حواري كحواري عيسى ، وآخى بينهما ، ثم دعا سعدا وعمارا . فقال : يا عمار ، تقتلك الفئة الباغية ، ثم آخى بينهما ، ثم دعا أبا الدرداء وسلمان ، فقال : يا سلمان ، أنت منا أهل البيت ، وقد آتاك الله العلم الأول والعلم الآخر ، يا أبا الدرداء ، إن تنقدهم ينقدوك ، وإن تتركهم يتركوك ، وإن تهرب منهم يدركوك ، فأقرضهم عرضك ليوم فقرك ، ثم آخى بينهما ، ثم نظر إلى ابن عمر ، فقال : الحمد لله الذي يهدي من الضلالة ، فقال علي : يا رسول الله ، ذهب روحي ، وانقطع ظهري حين تركتني . قال : ما أخرتك إلا لنفسي ، وأنت عندي بمنزلة هارون منموسى ، ووارثي . قال : ما أرث منك ؟ قال : كتاب الله وسنة نبيه ، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة " . وتلا إخوانا على سرر متقابلين .

    زيد لا يعرف إلا في هذا الحديث الموضوع . وقد رواه محمد بن جرير الطبري ، [ ص: 143 ] عن حسين الدارع ، عن عبد المؤمن . فأسقط منه عن رجل .

    وقال محمد بن الجهم السمري حدثنا عبد الرحيم بن واقد ، حدثنا شعيب بن يونس ، حدثنا موسى بن صهيب ، عن يحيى بن زكريا ، عن عبد الله بن شرحبيل . عن رجل ، عن زيد .

    ورواه مطين مختصرا ، حدثنا ثابت بن يعقوب ، حدثنا ثابت بن حماد النصري ، عن موسى بن صهيب ، عن عبادة بن نسي ، عن عبد الله بن أبي أوفى.

    وقال الحسن بن علي الحلواني : حدثنا شبابة بن سوار ، حدثنا أبو عبد الله الباهلي - يقال اسمه جعفر بن مرزوق - عن غياث بن شقير ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن سعيد بن عامر الجمحي ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم : يا أبا بكر ، تعال ، ويا عمر ، تعال . وذكر حديث المؤاخاة ، إلا أنه خالف في أسماء الإخوان ، وزاد ونقص منهم .

    تفرد به شبابة ولا يصح .

    والمحفوظ أنه آخى بين المهاجرين والأنصار ، ليحصل بذلك مؤازرة ومعاونة لهؤلاء بهؤلاء .

    لسعيد بن زيد ثمانية وأربعون حديثا ، اتفقا له على حديثين . وانفرد البخاري بثالث .
     
    أعجب بهذه المشاركة تلميذة الجميع
  5. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    [​IMG]

    السلام عليكم
    نستأنف رحلتنا مع
    سير أعلام النبلاء
    للإمام الذهبي - رحمه الله -
    الكتاب الأول...
    كتاب الصحابة
    ________________
    السابقون الأولون
    هم : خديجة بنت خويلد ، وعلي بن أبي طالب ، وأبو بكر الصديق ، وزيد بن حارثة النبوي ، ثم عثمان ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص ، وطلحة بن عبيد الله ، وعبد الرحمن بن عوف ، ثم أبو عبيدة بن الجراح ، وأبو سلمة بن عبد الأسد ، والأرقم بن أبي الأرقم بن أسد بن عبد الله بن عمر ، المخزوميان ، وعثمان بن مظعون الجمحي ، وعبيدة بن الحارث بن المطلب المطلبي ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي ، وأسماء بنت الصديق ، وخباب بن الأرت الخزاعي ، حليف بني زهرة ، وعمير بن أبي وقاص ، أخو سعد ، وعبد الله بن مسعود الهذلي ، من حلفاء بني زهرة ، ومسعود بن ربيعة القارئ من البدريين . وسليط بن عمرو بن عبد شمس العامري ، وعياش بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي ، وامرأته أسماء بنت سلامة التميمية ، وخنيس بن حذافة السهمي ، وعامر بن ربيعة العنزي ، حليف آل الخطاب ، وعبد الله بن جحش بن رئاب الأسدي ، حليف بني أمية ، وجعفر بن أبي طالب الهاشمي ، وامرأته أسماء بنت عميس ، وحاطب بن الحارث الجمحي ، وامرأته فاطمة بنت المجلل العامرية ، وأخوه خطاب ، وامرأته فكيهة بنت يسار ، وأخوهما معمر بن الحارث ، والسائب ولد عثمان بن مظعون ، والمطلب بن أزهر بن عبد عوف الزهري ، وامرأته رملة بنت أبي عوف السهمية ، والنحام نعيم بن عبد الله العدوي ، وعامر بن فهيرة ، مولى الصديق . وخالد بن سعيد بن العاص بن أمية ، وامرأته أميمة بنت خلف الخزاعية ، وحاطب بن عمرو العامري ، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة العبشمي ، وواقد بن عبد الله بن عبد مناف التميمي اليربوعي ، حليف بني عدي ، وخالد ، وعامر ، وعاقل ، وإياس ، بنو البكير بن عبد ياليل الليثي ، [ ص: 145 ] حلفاء بني عدي ، وعمار بن ياسر بن عامر العنسي بنون ، حليف بني مخزوم ، وصهيب بن سنان بن مالك النمري ، الرومي المنشأ ، وولاؤه لعبد الله بن جدعان ، وأبو ذر جندب بن جنادة الغفاري ، وأبو نجيح عمرو بن عبسة السلمي البجلي ، لكنهما رجعا إلى بلادهما .

    فهؤلاء الخمسون من السابقين الأولين . وبعدهم أسلم أسد الله حمزة بن عبد المطلب ، والفاروق عمر بن الخطاب ، عز الدين ، رضي الله عنهم أجمعين .​
     
    أعجب بهذه المشاركة تلميذة الجميع
  6. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    [​IMG]

    بسم الله
    الحلقة الثامنة من
    سير أعلام النبلاء
    للإمام الذهبي -رحمه الله -
    ومازلنا في كتاب الصحابة رضوان الله عليهم...
    _____________________________________________
    مصعب بن عمير

    ابن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب .

    السيد الشهيد السابق البدري القرشي العبدري .

    قال البراء بن عازب : أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير ، فقلنا له : ما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال : هو مكانه ، وأصحابه على أثري . ثم [ ص: 146 ] أتانا بعده عمرو بن أم مكتوم أخو بني فهر الأعمى وذكر الحديث .

    الأعمش : عن أبي وائل ، عن خباب قال : هاجرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ونحن نبتغي وجه الله ، فوقع أجرنا على الله ، فمنا من مضى لسبيله لم يأكل من أجره شيئا ، منهم : مصعب بن عمير قتل يوم أحد ، ولم يترك إلا نمرة ، كنا إذا غطينا رأسه بدت رجلاه ، وإذا غطينا رجليه بدا رأسه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " غطوا رأسه ، واجعلوا على رجليه من الإذخر " ، ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها .

    شعبة : عن سعد بن إبراهيم ، سمع أباه يقول : أتي عبد الرحمن بن عوف بطعام ، فجعل يبكي ، فقال : قتل حمزة ، فلم يوجد ما يكفن فيه إلا ثوبا [ ص: 147 ] واحدا ، وقتل مصعب بن عمير ، فلم يوجد ما يكفن فيه إلا ثوبا واحدا ، لقد خشيت أن يكون عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا . وجعل يبكي .

    ابن إسحاق : حدثني يزيد بن زياد ، عن القرظي عمن سمع علي بن أبي طالب يقول : إنه استقى لحائط يهودي بملء كفه تمرا ، قال : فجئت المسجد فطلع علينا مصعب بن عمير في بردة له مرقوعة بفروة ، وكان أنعم غلام بمكة وأرفه ، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ذكر ما كان فيه من النعيم ، ورأى حاله التي هو عليها ، فذرفت عيناه عليه ، ثم قال : " أنتم اليوم خير أم إذا غدي على أحدكم بجفنة من خبز ولحم ؟ " فقلنا : نحن يومئذ خير ، نكفى المؤنة ، ونتفرغ للعبادة . فقال : " بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ " . [ ص: 148 ]

    ابن إسحاق : حدثني صالح بن كيسان عن سعد بن مالك قال : كنا قبل الهجرة يصيبنا ظلف العيش وشدته ، فلا نصبر عليه ، فما هو إلا أن هاجرنا ، فأصابنا الجوع والشدة ، فاستضلعنا بهما ، وقوينا عليهما ، فأما مصعب بن عمير ، فإنه كان أترف غلام بمكة بين أبويه فيما بيننا ، فلما أصابه ما أصابنا ، لم يقو على ذلك ، فلقد رأيته وإن جلده ليتطاير عنه تطاير جلد الحية ، ولقد رأيته ينقطع به ، فما يستطيع أن يمشي ، فنعرض له القسي ثم نحمله على عواتقنا ، ولقد رأيتني مرة ، قمت أبول من الليل ، فسمعت تحت بولي شيئا يجافيه ، فلمست بيدي فإذا قطعة من جلد بعير ، فأخذتها ، فغسلتها حتى أنعمتها ، ثم أحرقتها بالنار ، ثم رضضتها فشققت منها ثلاث شقات ، فاقتويت بها ثلاثا .

    قال ابن إسحاق : وقاتل مصعب بن عمير دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قتل ، قتله ابن قمئة الليثي ، وهو يظنه رسول الله ، فرجع إلى قريش ، فقال : قتلت محمدا . فلما قتل مصعب ، أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللواء علي بن أبي طالب ، ورجالا من المسلمين .​
     
    أعجب بهذه المشاركة تلميذة الجميع
  7. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    [​IMG]

    بسم الله
    الحلقة الثامنة من
    سير أعلام النبلاء
    للإمام الذهبي -رحمه الله -
    ومازلنا في كتاب الصحابة رضوان الله عليهم...
    _____________________________________________
    مصعب بن عمير

    ابن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب .

    السيد الشهيد السابق البدري القرشي العبدري .

    قال البراء بن عازب : أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير ، فقلنا له : ما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال : هو مكانه ، وأصحابه على أثري . ثم [ ص: 146 ] أتانا بعده عمرو بن أم مكتوم أخو بني فهر الأعمى وذكر الحديث .

    الأعمش : عن أبي وائل ، عن خباب قال : هاجرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ونحن نبتغي وجه الله ، فوقع أجرنا على الله ، فمنا من مضى لسبيله لم يأكل من أجره شيئا ، منهم : مصعب بن عمير قتل يوم أحد ، ولم يترك إلا نمرة ، كنا إذا غطينا رأسه بدت رجلاه ، وإذا غطينا رجليه بدا رأسه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " غطوا رأسه ، واجعلوا على رجليه من الإذخر " ، ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها .

    شعبة : عن سعد بن إبراهيم ، سمع أباه يقول : أتي عبد الرحمن بن عوف بطعام ، فجعل يبكي ، فقال : قتل حمزة ، فلم يوجد ما يكفن فيه إلا ثوبا [ ص: 147 ] واحدا ، وقتل مصعب بن عمير ، فلم يوجد ما يكفن فيه إلا ثوبا واحدا ، لقد خشيت أن يكون عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا . وجعل يبكي .

    ابن إسحاق : حدثني يزيد بن زياد ، عن القرظي عمن سمع علي بن أبي طالب يقول : إنه استقى لحائط يهودي بملء كفه تمرا ، قال : فجئت المسجد فطلع علينا مصعب بن عمير في بردة له مرقوعة بفروة ، وكان أنعم غلام بمكة وأرفه ، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ذكر ما كان فيه من النعيم ، ورأى حاله التي هو عليها ، فذرفت عيناه عليه ، ثم قال : " أنتم اليوم خير أم إذا غدي على أحدكم بجفنة من خبز ولحم ؟ " فقلنا : نحن يومئذ خير ، نكفى المؤنة ، ونتفرغ للعبادة . فقال : " بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ " . [ ص: 148 ]

    ابن إسحاق : حدثني صالح بن كيسان عن سعد بن مالك قال : كنا قبل الهجرة يصيبنا ظلف العيش وشدته ، فلا نصبر عليه ، فما هو إلا أن هاجرنا ، فأصابنا الجوع والشدة ، فاستضلعنا بهما ، وقوينا عليهما ، فأما مصعب بن عمير ، فإنه كان أترف غلام بمكة بين أبويه فيما بيننا ، فلما أصابه ما أصابنا ، لم يقو على ذلك ، فلقد رأيته وإن جلده ليتطاير عنه تطاير جلد الحية ، ولقد رأيته ينقطع به ، فما يستطيع أن يمشي ، فنعرض له القسي ثم نحمله على عواتقنا ، ولقد رأيتني مرة ، قمت أبول من الليل ، فسمعت تحت بولي شيئا يجافيه ، فلمست بيدي فإذا قطعة من جلد بعير ، فأخذتها ، فغسلتها حتى أنعمتها ، ثم أحرقتها بالنار ، ثم رضضتها فشققت منها ثلاث شقات ، فاقتويت بها ثلاثا .

    قال ابن إسحاق : وقاتل مصعب بن عمير دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قتل ، قتله ابن قمئة الليثي ، وهو يظنه رسول الله ، فرجع إلى قريش ، فقال : قتلت محمدا . فلما قتل مصعب ، أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللواء علي بن أبي طالب ، ورجالا من المسلمين .​
     
    أعجب بهذه المشاركة تلميذة الجميع
  8. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    [​IMG]

    بسم الله
    الحلقة التاسعة من
    سير أعلام النبلاء
    للإمام الذهبي - رحمه الله -
    ومازلنا مع الكتاب الأول ...
    كتاب الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
    واليوم لقاءنا مع شهداء يوم أحد
    _________________________________
    شهداء يوم أحد

    حمزة ، وعبد الله بن جحش الأسدي ، ابن أخت حمزة ، فدفنا في قبر ، وعثمان بن عثمان المخزومي ، لقبه شماس لملاحته .

    ومن الأنصار : عمرو بن معاذ الأوسي ، أخو سعد وابن أخيه الحارث بن أوس ، والحارث بن أنيس ، وعمارة بن زياد بن السكن ، ورفاعة بن وقش ، وابنا أخيه : عمرو وسلمة ابنا ثابت بن وقش ، وصيفي بن قيظي ، وأخوه جناب ، وعباد بن سهل ، وعبيد بن التيهان ، وحبيب بن زيد ، وإياس بن أوس ، الأشهليون ، واليمان والد حذيفة ، وزيد بن حاطب الظفري ، وأبو سفيان بن حارث بن قيس ، وغسيل الملائكة حنظلة بن أبي عامر ، ومالك بن أمية ، وعوف بن عمرو ، وأبو حية بن عمرو ، وعبد الله بن جبير بن النعمان ، وخيثمة والد سعد ، وحليفه عبد الله ، وسبيع بن حاطب ، وحليفه مالك ، وعمير بن عدي ، فهؤلاء من الأوس .

    ومن الخزرج : عمرو بن قيس ، وولده قيس ، وثابت بن عمرو ، وعامر بن مخلد ، وأبو هبيرة بن الحارث ، وعمرو بن مطرف ، وإياس بن عدي ، وأوس بن ثابت والد شداد ، وأنس بن النضر ، وقيس بن مخلد ، النجاريون ، وكيسان مولى بني النجار ، وسليم بن الحارث ، ونعمان بن عبد عمرو .

    ومن بني الحارث بن الخزرج : خارجة بن زيد بن أبي زهير ، وأوس بن أرقم ، ومالك والد أبي سعيد الخدري ، وسعيد بن سويد ، وعتبة بن ربيع ، [ ص: 150 ] وثعلبة بن سعد ، وثقف بن فروة ، وعبد الله بن عمرو ، وضمرة الجهني ، وعمرو بن إياس ، ونوفل بن عبد الله ، وعبادة بن الحسحاس ، وعباس بن عبادة ، ونعمان بن مالك ، والمجذر بن زياد البلوي ، ورفاعة بن عمرو ، ومالك بن إياس ، وعبد الله والد جابر ، وعمرو بن الجموح ، وابنه خلاد ، ومولاه أسير ، وسليم بن عمرو بن حديدة ، ومولاه عنترة ، وسهيل بن قيس ، وذكوان ، وعبيد بن المعلى بن لوذان .​
     
    أعجب بهذه المشاركة تلميذة الجميع
  9. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    [​IMG]

    بسم الله
    سير أعلام النبلاء
    للإمام الذهبي -رحمه الله-
    مازلنا مع الكتاب الأول
    كتاب الصحابة رضوان الله عليهم...
    الحلقة العاشرة...
    ____________________________
    أبو سلمة ( ت ، ق )

    ابن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب .

    السيد الكبير أخو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الرضاعة ، وابن عمته برة بنت عبد المطلب ، وأحد السابقين الأولين ، هاجر إلى الحبشة ، ثم هاجر إلى المدينة ، وشهد بدرا ، ومات بعدها بأشهر ، وله أولاد صحابة : كعمر وزينب وغيرهما ، ولما انقضت عدة زوجته أم سلمة تزوج بها النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وروت عن زوجها أبي سلمة القول عند المصيبة ، وكانت تقول : من خير من أبي سلمة ، وما ظنت أن الله يخلفها في مصابها به بنظيره ، فلما فتح عليها بسيد البشر اغتبطت أيما اغتباط . [ ص: 151 ]

    مات كهلا في سنة ثلاث من الهجرة رضي الله عنه .

    قال ابن إسحاق : هو أول من هاجر إلى الحبشة ، ثم قدم مع عثمان بن مظعون حين قدم من الحبشة ، فأجاره أبو طالب .

    قلت : رجعوا حين سمعوا بإسلام أهل مكة عند نزول سورة والنجم .

    قال مصعب بن عبد الله : ولدت له أم سلمة بالحبشة سلمة ، وعمر ، ودرة ، وزينب .

    قلت : هؤلاء ما ولدوا بالحبشة إلا قبل عام الهجرة .

    الأعمش : عن شقيق ، عن أم سلمة قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا حضرتم الميت فقولوا خيرا ; فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون " ، قالت : فلما مات أبو سلمة قلت : يا رسول الله ، كيف أقول ؟ قال : " قولي : اللهم اغفر له ، وأعقبنا منه عقبى صالحة " ، فأعقبني الله خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    حماد بن سلمة : أنبأنا ثابت ، عن عمر بن أبي سلمة ، عن أم سلمة قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا أصابت أحدكم مصيبة فليقل : إنا لله وإنا إليه [ ص: 152 ] راجعون ، اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها ، وأبدلني خيرا منها " . فلما احتضر أبو سلمة قلت ذلك ، وأردت أن أقول : وأبدلني خيرا منها ، فقلت : ومن خير من أبي سلمة ؟ فلم أزل حتى قلتها . فلما انقضت عدتها ، خطبها أبو بكر فردته ، وخطبها عمر فردته ، فبعث إليها النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقالت : مرحبا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وبرسوله . . . وذكر الحديث . [ ص: 153 ]

    قال الواقدي : حدثنا عمر بن عثمان اليربوعي ، عن سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة وغيره قالوا : شهد أبو سلمة أحدا ، وكان نازلا بالعالية في بني أمية بن زيد ، فجرح بأحد ، وأقام شهرا يداوي جرحه ، فلما هل المحرم دعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقال : " اخرج في هذه السرية " . وعقد له لواء ، وقال : " سر حتى تأتي أرض بني أسد ، فأغر عليهم " وكان معه خمسون ومائة ، فساروا حتى انتهوا إلى أدنى قطن من مياههم ، فأخذوا سرحا لهم ، ثم رجع إلى المدينة بعد بضع عشرة ليلة .

    قال عمر بن عثمان : فحدثني عبد الملك بن عبيد ، قال : لما دخل أبو سلمة المدينة انتقض جرحه ، فمات لثلاث بقين من جمادى الآخرة . يعني سنة أربع ، وقيل : مات أبو سلمة سنة ثلاث .​
     
    أعجب بهذه المشاركة تلميذة الجميع
  10. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    [​IMG]

    عثمان بن مظعون

    ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب الجمحي ، أبو السائب . [ ص: 154 ]

    من سادة المهاجرين ، ومن أولياء الله المتقين الذين فازوا بوفاتهم في حياة نبيهم فصلى عليهم ، وكان أبو السائب - رضي الله عنه - أول من دفن بالبقيع . ...

    روى كثير بن زيد المدني : عن المطلب بن عبد الله ، قال : لما دفن النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن مظعون ، قال لرجل : " هلم تلك الصخرة ، فاجعلها عند قبر أخي ، أعرفه بها ، أدفن إليه من دفنت من أهلي " ، فقام الرجل فلم يطقها ، فقال - يعني الذي حدثه - : فلكأني أنظر إلى بياض ساعدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين احتملها ، حتى وضعها عند قبره هذا مرسل .

    قال سعيد بن المسيب : سمعت سعدا يقول : رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عثمان بن مظعون التبتل ولو أذن له لاختصينا .

    [ ص: 155 ] قال أبو عمر النمري : أسلم أبو السائب بعد ثلاثة عشر رجلا ، وهاجر الهجرتين ، وتوفي بعد بدر ، وكان عابدا مجتهدا ، وكان هو ، وعلي ، وأبو ذر هموا أن يختصوا .

    وروي من مراسيل عبيد الله بن أبي رافع قال : أول من دفن ببقيع الغرقد عثمان بن مظعون ، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند رأسه حجرا ، وقال : " هذا قبر فرطنا " .

    وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية .

    ابن المبارك : عن عمر بن سعيد ، عن ابن سابط : قال عثمان بن مظعون : لا أشرب شرابا يذهب عقلي ، ويضحك بي من هو أدنى مني ، ويحملني على أن أنكح كريمتي . فلما حرمت الخمر قال : تبا لها ، قد كان بصري فيها ثاقبا .

    هذا خبر منقطع لا يثبت ، وإنما حرمت الخمر بعد موته . [ ص: 156 ] سفيان بن وكيع ، حدثنا ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، حدثني أبو النضر ، عن زياد ، عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، دخل على عثمان بن مظعون حين مات ، فأكب عليه ، فرفع رأسه ، فكأنهم رأوا أثر البكاء ، ثم جثا الثانية ، ثم رفع رأسه ، فرأوه يبكي ، ثم جثا الثالثة ، فرفع رأسه وله شهيق ، فعرفوا أنه يبكي ، فبكى القوم ، فقال : " مه ، هذا من الشيطان . ثم قال : أستغفر الله . أبا السائب ، لقد خرجت منها ولم تلبس منها بشيء " .

    حماد بن سلمة : عن علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس قال : لما مات ابن مظعون قالت امرأته : هنيئا لك الجنة . فنظر إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظر غضب ، وقال : " ما يدريك ؟ قالت : فارسك وصاحبك . قال : إني رسول الله ، وما أدري ما يفعل بي ولا به . فأشفق الناس على عثمان بن مظعون ، فبكى النساء ، فجعل عمر يسكتهن ، فقال : مهلا يا عمر . ثم قال : [ ص: 157 ] إياكن ونعيق الشيطان ، مهما كان من العين فمن الله ومن الرحمة ، وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان " .

    يعلى بن عبيد : حدثنا الإفريقي ، عن سعد بن مسعود أن عثمان بن مظعون قال : يا رسول الله ، لا أحب أن ترى امرأتي عورتي . قال : " ولم ؟ " قال : أستحيي من ذلك . قال : " إن الله قد جعلها لك لباسا ، وجعلك لباسا لها " هذا منقطع .

    ابن أبي ذئب ، عن الزهري أن عثمان بن مظعون أراد أن يختصي ، ويسيح في الأرض ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أليس لك في أسوة حسنة ، وليس من أمتي من اختصى أو خصى " .

    أبو إسحاق السبيعي : عن أبي بردة : دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فرأينها سيئة الهيئة ، فقلن لها : ما لك ؟ فما في قريش أغنى من بعلك . قالت : أما ليله فقائم ، وأما نهاره فصائم ، فلقيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " أما لك بي أسوة " . . . [ ص: 158 ] الحديث .

    قال : فأتتهن بعد ذلك عطرة كأنها عروس .

    حماد بن زيد : حدثنا معاوية بن عياش ، عن أبي قلابة أن عثمان بن مظعون قعد يتعبد ، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " يا عثمان ، إن الله لم يبعثني بالرهبانية ، وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة " .

    عن عائشة بنت قدامة قالت : نزل عثمان ، وقدامة ، وعبد الله ، بنو مظعون ، ومعمر بن الحارث ، حين هاجروا ، على عبد الله بن سلمة العجلاني . قال الواقدي : آل مظعون ممن أوعب في الخروج إلى الهجرة ، وغلقت بيوتهم بمكة .

    وعن عبيد الله بن عتبة قال : خط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لآل مظعون موضع دارهم اليوم بالمدينة . [ ص: 159 ]

    ومات في شعبان سنة ثلاث .

    الثوري : عن عاصم بن عبيد الله عن القاسم بن محمد ، عن عائشة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل عثمان بن مظعون وهو ميت ، ودموعه تسيل على خد عثمان بن مظعون صححه الترمذي .

    مالك : عن أبي النضر قال : لما مر بجنازة عثمان بن مظعون قال رسول الله : " ذهبت ولم تلبس منها بشيء " .

    إبراهيم بن سعد : عن ابن شهاب ، عن خارجة بن زيد ، عن أم العلاء من المبايعات ، فذكرت أن عثمان بن مظعون اشتكى عندهم ، فمرضناه حتى توفي ، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقلت : شهادتي عليك أبا السائب . لقد أكرمك الله . فقال رسول الله : " وما يدريك ؟ قلت : لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله فمن ؟ قال : أما هو فقد جاءه اليقين ، والله إني لأرجو له الخير ، وإني لرسول الله ، وما أدري ما يفعل بي . قالت : فوالله لا أزكي بعده أحدا . قالت : فأحزنني [ ص: 160 ] ذلك ، فنمت ، فرأيت لعثمان عينا تجري ، فأخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : ذاك عمله " .

    حماد بن سلمة : حدثنا علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس بنحوه ، وزاد : فلما ماتت بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : " الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون " .

    الواقدي : حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله أن عمر قال : لما توفي عثمان بن مظعون ولم يقتل ، هبط من نفسي ، حتى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقلت : ويك إن خيارنا يموتون ، ثم توفي أبو بكر ، قال : فرجع عثمان في نفسي إلى المنزلة .

    وعن عائشة بنت قدامة قالت : كان بنو مظعون متقاربين في الشبه . كان عثمان شديد الأدمة ، كبير اللحية - رضي الله عنه - .​
     
    أعجب بهذه المشاركة تلميذة الجميع
  11. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    [​IMG]

    بسم الله
    الحلقة الثانية عشر من
    سير أعلام النبلاء
    للإمام الذهبي رحمه الله
    مازلنا مع الكتاب الأول ...
    كتاب الصحابة رضوان الله عليهم
    ___________________________
    قدامة بن مظعون

    أبو عمرو الجمحي .

    من السابقين البدريين ، ولي إمرة البحرين لعمر ، وهو من أخوال أم المؤمنين حفصة ، وابن عمر ، وزوج عمتهما صفية بنت الخطاب إحدى المهاجرات .

    ولقدامة هجرة إلى الحبشة ، وقد شرب مرة الخمرة متأولا ، مستدلا بقوله تعالى ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية فحده عمر ، وعزله من البحرين . [ ص: 162 ]

    قال أيوب السختياني : لم يحد بدري في الخمر سواه .

    قلت : بلى . ونعيمان بن عمرو الأنصاري النجاري صاحب المزاح .

    قال ابن سعد : لقدامة من الولد : عمر ، وفاطمة ، وعائشة ، وهاجر الهجرة الثانية إلى الحبشة ، وشهد بدرا وأحدا .

    وعن عائشة بنت قدامة أن أباها توفي سنة ست وثلاثين ، وله ثمان وستون سنة . وكان لا يغير شيبه ، وكان طويلا أسمر - رضي الله عنه - .
     
    أعجب بهذه المشاركة تلميذة الجميع
  12. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    [​IMG]
    بسم الله
    سير أعلام النبلاء
    للإمام الذهبي رحمه الله
    الكتاب الأول
    كتاب الصحابة رضوان الله عليهم
    ___________________________
    عبد الله بن مظعون الجمحي
    أبو محمد ، من السابقين ، شهد بدرا ، هو وإخوته : عثمان ، وقدامة ، والسائب ولد أخيه ، وهاجر عبد الله إلى الحبشة الهجرة الثانية .
    قال ابن سعد : شهد بدرا وأحدا والخندق ، وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين سهل بن عبيد بن المعلى الأنصاري ، قال : ومات في خلافة عثمان سنة ثلاثين ، وهو ابن ستين سنة .
     
    أعجب بهذه المشاركة تلميذة الجميع
  13. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    [​IMG]

    بسم الله
    الحلقة الرابعة عشر من سلسلة
    سير أعلام النبلاء
    للإمام الذهبي - رحمه الله
    مازلنا فى الكتاب الأول ...
    كتاب الصحابة رضوان الله عليهم
    ________________________________
    السائب بن عثمان

    ابن مظعون الجمحي . وأمه خولة بنت حكيم السلمية ، وأمها ضعيفة بنت العاص بن أمية بن عبد شمس .

    هاجر إلى الحبشة . وكان من الرماة المذكورين ، وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، بينه وبين حارثة بن سراقة الأنصاري ، المقتول ببدر الذي أصاب الفردوس .

    [ ص: 164 ] قال ابن سعد وشهد السائب بن عثمان بدرا في رواية ابن إسحاق ، وأبي معشر ، والواقدي . ولم يذكره ابن عقبة ، وكان هشام بن الكلبي يقول : الذي شهدها هو السائب بن مظعون أخو عثمان لأبويه .

    قال ابن سعد هذا وهم . إلى أن قال : وأصابه سهم يوم اليمامة سنة اثنتي عشرة ، قال : ومات منه .​
     
    أعجب بهذه المشاركة تلميذة الجميع
  14. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    [​IMG]
    أبو حذيفة

    السيد الكبير الشهيد أبو حذيفة ابن شيخ الجاهلية عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي العبشمي البدري . [ ص: 165 ]

    أحد السابقين واسمه مهشم فيما قيل . أسلم قبل دخولهم دار الأرقم ، وهاجر إلى الحبشة مرتين . وولد له بها محمد بن أبي حذيفة ، ذاك الثائر على عثمان بن عفان ، ولدته له سهلة بنت سهيل بن عمرو ، وهي المستحاضة . وقد تزوج بها عبد الرحمن بن عوف ، وهي التي أرضعت سالما ، وهو كبير ، لتظهر عليه . وخصا بذاك الحكم عند جمهور العلماء .

    وعن أبي الزناد أن أبا حذيفة بن عتبة دعا يوم بدر أباه إلى البراز ، فقالت أخته أم معاوية هند بنت عتبة : [ ص: 166 ]
    الأحول الأثعل المذموم طائره أبو حذيفة شر الناس في الدين أما شكرت أبا رباك من صغر
    حتى شببت شبابا غير محجون
    قال : وكان أبو حذيفة طويلا ، حسن الوجه ، مرادف الأسنان ، وهو الأثعل .


    استشهد أبو حذيفة - رضي الله عنه - يوم اليمامة سنة اثنتي عشرة هو ومولاه سالم .

    وتأخر إسلام أخيه أبي هاشم بن عتبة ، فأسلم يوم الفتح وحسن إسلامه ، وجاهد ، وسكن الشام . وكان صالحا ، دينا ، له رواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه . مات في خلافة عثمان ، وهو أخو الشهيد مصعب بن عمير لأمه ، وخال الخليفة معاوية .

    روى منصور بن المعتمر ، عن أبي وائل ، حدثنا سمرة بن سهم ، قال : قدمت على أبي هاشم بن عتبة ، وهو طعين ، فدخل عليه معاوية يعوده ، فبكى ، فقال : ما يبكيك يا خال ؟ أوجع أو حرص على الدنيا ؟ قال : كلا لا ، ولكن عهد إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهدا لم آخذ به . قال لي : " يا أبا هاشم ! لعلك أن تدرك أموالا تقسم بين أقوام ، وإنما يكفيك من جمع الدنيا خادم ، ومركب في سبيل الله " . وقد وجدت وجمعت .

    [ ص: 167 ] وفي رواية مرسلة : فيا ليتها بعرا محيلا .

    قيل : عاش أبو حذيفة ثلاثا وخمسين سنة .
     
    أعجب بهذه المشاركة تلميذة الجميع
  15. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    [​IMG]
    بسم الله
    نستأنف بإذن الله تعالى حلقات
    سير أعلام النبلاء
    للإمام الذهبي -رحمه الله-
    مازلنا في المجلد الأول
    كتاب الصحابة رضوان الله عليهم
    واليوم مع الصحابي سالم مولى أبو حذيفة رضي الله عنه
    ___________________________________________
    سالم مولى أبي حذيفة​
    من السابقين الأولين البدريين المقربين العالمين .
    قال موسى بن عقبة : هو سالم بن معقل . أصله من إصطخر ، والى أبا حذيفة ، وإنما الذي أعتقه هي ثبيتة بنت يعار الأنصارية ، زوجة أبي حذيفة بن عتبة وتبناه أبو حذيفة ، كذا قال .
    ابن أبي مليكة ، عن القاسم بن محمد : أن سهلة بنت سهيل أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي امرأة أبي حذيفة ، فقالت : يا رسول الله ، إن سالما معي ، وقد أدرك ما يدرك الرجال . فقال : " أرضعيه ، فإذا أرضعته فقد حرم عليك ما يحرم من ذي المحرم " . قالت أم سلمة : أبى أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يدخل أحد عليهن بهذا الرضاع ، وقلن : إنما هي رخصة لسالم خاصة .
    [ ص: 168 ] وعن ابن عمر ، قال : كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الذين قدموا من مكة حتى قدم المدينة ; لأنه كان أقرأهم .
    الواقدي : حدثنا أفلح بن سعيد ، عن محمد بن كعب القرظي قال : كان سالم يؤم المهاجرين بقباء ، فيهم عمر قبل أن يقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
    حنظلة بن أبي سفيان : عن عبد الرحمن بن سابط ، عن عائشة قالت : استبطأني رسول الله ذات ليلة ، فقال : " ما حبسك ؟ قلت : إن في المسجد لأحسن من سمعت صوتا بالقرآن ، فأخذ رداءه ، وخرج يسمعه ، فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة ، فقال : الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك " إسناده جيد .
    عبد الله بن نمير : عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر أن المهاجرين نزلوا بالعصبة إلى جنب قباء ، فأمهم سالم مولى أبي حذيفة ؛ لأنه كان [ ص: 169 ] أكثرهم قرآنا ، فيهم عمر ، وأبو سلمة بن عبد الأسد .
    ورواه أسامة بن حفص ، عن عبيد الله . ولفظه : لما قدم المهاجرون الأولون العصبة قبل مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، كان سالم يؤمهم .
    وروي عن محمد بن إبراهيم التيمي قال : وآخى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، بين سالم مولى أبي حذيفة ، وبين أبي عبيدة بن الجراح . هذا منقطع .
    وجاء من رواية الواقدي أن محمد بن ثابت بن قيس قال : لما انكشف المسلمون يوم اليمامة ، قال سالم مولى أبي حذيفة : ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فحفر لنفسه حفرة ، فقام فيها ، ومعه راية المهاجرين يومئذ ، ثم قاتل حتى قتل .
    وروى عبيد بن أبي الجعد ، عن عبد الله بن الهاد أن سالما باع ميراثه عمر بن الخطاب فبلغ مائتي درهم ، فأعطاها أمه ، فقال : كليها .
    وقيل : إن سالما وجد هو ومولاه أبو حذيفة ، رأس أحدهما عند رجلي الآخر صريعين رضي الله عنهما .
    ومن مناقب سالم :
    [ ص: 170 ] أخبرنا الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن محمد في كتابه ، وجماعة ، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله ، أنبأنا هبة الله بن محمد ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدثنا عفان ، حدثنا حماد ، عن علي بن زيد ، عن أبي رافع أن عمر بن الخطاب قال : من أدرك وفاتي من سبي العرب فهو من مال الله . فقال سعيد بن زيد : أما إنك لو أشرت برجل من المسلمين ، لائتمنك الناس ، وقد فعل ذلك أبو بكر الصديق ، وائتمنه الناس ، فقال : قد رأيت من أصحابي حرصا سيئا ، وإني جاعل هذا الأمر إلى هؤلاء النفر الستة . ثم قال : لو أدركني أحد رجلين ، ثم جعلت إليه الأمر لوثقت به : سالم مولى أبي حذيفة ، وأبو عبيدة بن الجراح .
    علي بن زيد لين فإن صح هذا ، فهو دال على جلالة هذين في نفس عمر ، وذلك على أنه يجوز الإمامة في غير القرشي ، والله أعلم .
     
    أعجب بهذه المشاركة تلميذة الجميع

مشاركة هذه الصفحة