سير أعلام النبلاء (متجدد بإذن الله)

الموضوع في '#المكتبة' بواسطة ام عبد الرحمن, بتاريخ ‏17 فبراير 2015.

فيسبوك
أخطاء في برامج التواصل الاجتماعي
  1. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    بسم الله
    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
    سير أعلام النبلاء
    [​IMG]
    موسوعة للإمام الذهبي رحمه الله
    بإذن الله تعالى سأضع أسبوعيًا واحدة من هة السير العطرة ليتسنى لنا العيش مع كل واحدة و التأسي بها
    ومع الكتاب الأول:
    كتاب الصحابة رضوان الله عليهم
    والصحابي الجليل
    أبو عبيدة بن الجراح-رضي الله عنه-​
    [ ص: 5 ] أبو عبيدة بن الجراح ( م ، ق )

    عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، القرشي الفهري المكي .

    أحد السابقين الأولين ، ومن عزم الصديق على توليته الخلافة ، وأشار به يوم [ ص: 6 ] السقيفة ، لكمال أهليته عند أبي بكر يجتمع في النسب هو والنبي - صلى الله عليه وسلم - في فهر ، شهد له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة ، وسماه أمين الأمة ، ومناقبه شهيرة جمة .

    روى أحاديث معدودة وغزا غزوات مشهودة .

    حدث عنه العرباض بن سارية ، وجابر بن عبد الله ، وأبو أمامة الباهلي ، وسمرة بن جندب ، وأسلم مولى عمر ، وعبد الرحمن بن غنم ، وآخرون .

    له في " صحيح مسلم " حديث واحد ، وله في " جامع أبي عيسى " حديث ، وفي " مسند بقي " له خمسة عشر حديثا .

    الرواية عنه : أخبرنا أبو المعالي محمد بن عبد السلام التميمي ، قراءة عليه في سنة أربع وتسعين وست مائة ، أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد البزاز ، أنبأنا تميم بن أبي سعيد أبو القاسم المعري ، في رجب سنة تسع وعشرين وخمس مائة بهراة ، أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن ، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان ، أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي ، حدثنا عبد الله بن معاوية القرشي ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن خالد الحذاء ، عن عبد الله بن شقيق ، عن عبد الله بن سراقة ، عن أبي عبيدة بن الجراح : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول : " إنه لم [ ص: 7 ] يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر قومه الدجال ، وإني أنذركموه " . فوصفه لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : " لعله سيدركه بعض من رآني أو سمع كلامي . قالوا : يا رسول الله ، كيف قلوبنا يومئذ ؟ أمثلها اليوم ؟ قال : أو خير " .

    أخرجه الترمذي عن عبد الله الجمحي فوافقناه بعلو . وقال : وفي الباب عن عبد الله بن بسر وغيره . وهذا حديث حسن غريب من حديث أبي عبيدة - رضي الله عنه .

    قال ابن سعد في " الطبقات " : أخبرنا محمد بن عمر ، حدثني ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن مالك بن يخامر أنه وصف أبا عبيدة فقال : كان رجلا نحيفا ، معروق الوجه ، خفيف اللحية ، طوالا ، أحنى أثرم الثنيتين .

    وأخبرنا محمد بن عمر ، حدثنا محمد بن صالح ، عن يزيد بن رومان قال : انطلق ابن مظعون ، وعبيدة بن الحارث ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبو سلمة [ ص: 8 ] بن عبد الأسد ، وأبو عبيدة بن الجراح حتى أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فعرض عليهم الإسلام ، وأنبأهم بشرائعه ، فأسلموا في ساعة واحدة ، وذلك قبل دخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم .
     
    لبنى ام ايوب و ياسمين معجبون بهذا.
  2. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    وقد شهد أبو عبيدة بدرا ، فقتل يومئذ أباه ، وأبلى يوم أحد بلاء حسنا ، ونزع يومئذ الحلقتين اللتين دخلتا من المغفر في وجنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ضربة أصابته ، فانقلعت ثنيتاه ، فحسن ثغره بذهابهما ، حتى قيل : ما رئي هتم قط أحسن من هتم أبي عبيدة .

    وقال أبو بكر الصديق وقت وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسقيفة بني ساعدة : قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين : عمر ، وأبا عبيدة .

    قال الزبير بن بكار : قد انقرض نسل أبي عبيدة ، وولد إخوته جميعا ، وكان ممن هاجر إلى أرض الحبشة . قاله ابن إسحاق ، والواقدي .

    قلت : إن كان هاجر إليها ، فإنه لم يطل بها اللبث .

    وكان أبو عبيدة معدودا فيمن جمع القرآن العظيم .

    قال موسى بن عقبة في " مغازيه " : غزوة عمرو بن العاص هي غزوة ذات السلاسل من مشارف الشام ، فخاف عمرو من جانبه ذلك ، فاستمد رسول [ ص: 9 ] الله - صلى الله عليه وسلم - ، فانتدب أبا بكر وعمر في سراة من المهاجرين ، فأمر نبي الله عليهم أبا عبيدة ، فلما قدموا على عمرو بن العاص قال : أنا أميركم ، فقال المهاجرون : بل أنت أمير أصحابك ، وأميرنا أبو عبيدة . فقال عمرو : إنما أنتم مدد أمددت بكم . فلما رأى ذلك أبو عبيدة بن الجراح ، وكان رجلا حسن الخلق ، لين الشيمة ، متبعا لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعهده ، فسلم الإمارة لعمرو .

    وثبت من وجوه عن أنس ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن لكل أمة أمينا ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " .

    أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه وغيره ، إجازة ، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله ، أنبأنا هبة الله بن محمد ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أخبرنا أبو بكر القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا أبي ، حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا صفوان ، عن شريح بن عبيد ، وراشد بن سعد ، وغيرهما قالوا : لما بلغ عمر بن الخطاب سرغ حدث أن بالشام وباء شديدا ، فقال : إن أدركني [ ص: 10 ] أجلي وأبو عبيدة حي ، استخلفته ، فإن سألني الله - عز وجل - : لم استخلفته على أمة محمد ؟ قلت : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن لكل أمة أمينا ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " . قال : فأنكر القوم ذلك ، وقالوا : ما بال علياء قريش ؟ يعنون بني فهر . ثم قال : وإن أدركني أجلي وقد توفي أبو عبيدة ، أستخلف معاذ بن جبل ، فإن سألني ربي ، قلت : إني سمعت نبيك يقول : " إنه يحشر يوم القيامة بين يدي العلماء برتوة " .

    وروى حماد بن سلمة ، عن الجريري ، عن عبد الله بن شقيق ، عن عمرو بن العاص قال : قيل : يا رسول الله ، أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة . قيل من الرجال ؟ قال : أبو بكر ، قيل : ثم من ؟ قال : ثم أبو عبيدة بن الجراح .

    كذا يرويه حماد ، وخالفه جماعة . فرووه عن الجريري ، عن عبد الله قال : سألت عائشة : أي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أحب إليه ؟ قالت : أبو بكر ، ثم عمر ، ثم أبو عبيدة بن الجراح . [ ص: 11 ] أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل ، أنبأنا عبد الله بن أحمد الفقيه ، أنبأنا محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ، أنبأنا أحمد بن محمد بن غالب ، بقراءته على أبي العباس بن حمدان ، حدثكم محمد بن أيوب ، أنبأنا أبو الوليد ، أنبأنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، سمعت صلة بن زفر . عن حذيفة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إني أبعث إليكم رجلا أمينا " ، فاستشرف لها أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فبعث أبا عبيدة بن الجراح .

    اتفقا عليه من حديث شعبة .

    واتفقا من حديث خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن أنس : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لكل أمة أمين ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " .

    أخبرنا أحمد بن محمد المعلم ، أنبأنا أبو القاسم بن رواحة ، أنبأنا أبو طاهر الحافظ ، أنبأنا أحمد بن علي الصوفي ، وأبو غالب الباقلاني ، وجماعة ، قالوا : أنبأنا أبو القاسم بن بشران ، أنبأنا أبو محمد الفاكهي بمكة ، حدثنا أبو يحيى بن أبي ميسرة ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى الواسطي ، أنبأنا يحيى بن أبي زكريا ، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : كنت [ ص: 12 ] في الجيش الذين مع خالد ، الذين أمد بهم أبا عبيدة وهو محاصر دمشق ، فلما قدمنا عليهم ، قال لخالد : تقدم فصل; فأنت أحق بالإمامة ؛ لأنك جئت تمدني . فقال خالد : ما كنت لأتقدم رجلا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لكل أمة أمين ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " .

    أبو بكر بن أبي شيبة : أنبأنا عبد الرحيم بن سليمان ، عن زكريا بن أبي زائدة ، عن أبي إسحاق ، عن صلة ، عن حذيفة قال : أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أسقفا نجران : العاقب والسيد ، فقالا : ابعث معنا أمينا حق أمين . فقال : " لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين " ، فاستشرف لها الناس ، فقال : قم يا أبا عبيدة ، فأرسله معهم .

    قال : وحدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق نحوه .

    الترقفي في " جزئه " حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا صفوان بن عمرو ، حدثنا أبو حسبة مسلم بن أكيس مولى ابن كريز ، عن أبي عبيدة قال : ذكر لي من [ ص: 13 ] دخل عليه فوجده يبكي ، فقال : ما يبكيك يا أبا عبيدة ؟ قال : يبكيني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر يوما ما يفتح الله على المسلمين ، حتى ذكر الشام فقال : " إن نسأ الله في أجلك فحسبك من الخدم ثلاثة : خادم يخدمك ، وخادم يسافر معك ، وخادم يخدم أهلك ، وحسبك من الدواب ثلاثة : دابة لرحلك ، ودابة لثقلك ، ودابة لغلامك " . ثم هأنذا أنظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقا ، وإلى مربطي قد امتلأ خيلا ، فكيف ألقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدها ؟ وقد أوصانا : " إن أحبكم إلي ، وأقربكم مني ، من لقيني على مثل الحال التي فارقتكم عليها " .

    حديث غريب رواه أيضا أحمد في " مسنده " عن أبي المغيرة .

    وكيع بن الجراح ، حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما منكم من أحد إلا لو شئت لأخذت عليه بعض خلقه ، إلا أبا عبيدة " . هذا مرسل .
     
    ياسمين و تلميذة الجميع معجبون بهذا.
  3. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    وكان أبو عبيدة موصوفا بحسن الخلق ، وبالحلم الزائد والتواضع .

    قال محمد بن سعد : حدثنا أحمد بن عبد الله ، حدثنا ابن عيينة ، عن ابن [ ص: 14 ] أبي نجيح ، قال عمر لجلسائه : تمنوا ، فتمنوا ، فقال عمر : لكني أتمنى بيتا ممتلئا رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح .

    وقال ابن أبي شيبة : قال [ ابن ] علية ، عن يونس ، عن الحسن ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما من أصحابي أحد إلا لو شئت أخذت عليه ، إلا أبا عبيدة " .

    وسفيان الثوري : عن أبي إسحاق; عن أبي عبيدة قال : قال ابن مسعود : " أخلائي من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة : أبو بكر ، وعمر ، وأبو عبيدة " .

    خالفه غيره ففي " الجعديات " : أنبأنا زهير ، عن أبي إسحاق ، عن أبي [ ص: 15 ] الأحوص ، عن عبد الله فذكره .

    قال خليفة بن خياط : وقد كان أبو بكر ولى أبا عبيدة بيت المال .

    قلت : يعني أموال المسلمين; فلم يكن بعد عمل بيت مال ، فأول من اتخذه عمر .

    قال خليفة : ثم وجهه أبو بكر إلى الشام سنة ثلاث عشرة أميرا ، وفيها استخلف عمر ، فعزل خالد بن الوليد ، وولى أبا عبيدة .

    قال القاسم بن يزيد : حدثنا سفيان ، عن زياد بن فياض ، عن تميم بن سلمة ، أن عمر لقي أبا عبيدة ، فصافحه ، وقبل يده ، وتنحيا يبكيان .

    وقال ابن المبارك في " الجهاد " له : عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه قال : بلغ عمر أن أبا عبيدة حصر بالشام ، ونال منه العدو ، فكتب إليه عمر : أما بعد ، فإنه ما نزل بعبد مؤمن شدة ، إلا جعل الله بعدها فرجا ، وإنه لا يغلب عسر يسرين يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا الآية .

    قال : فكتب إليه أبو عبيدة : أما بعد ، فإن الله يقول : إنما الحياة الدنيا لعب ولهو إلى قوله : متاع الغرور قال : فخرج عمر [ ص: 16 ] بكتابه ، فقرأه على المنبر فقال : يا أهل المدينة ، إنما يعرض بكم أبو عبيدة أو بي ، ارغبوا في الجهاد .

    ابن أبي فديك; عن هشام بن سعد ، عن زيد ، عن أبيه قال : بلغني أن معاذا سمع رجلا يقول : لو كان خالد بن الوليد ، ما كان بالناس دوك وذلك في حصر أبي عبيدة . فقال معاذ : فإلى أبي عبيدة تضطر المعجزة لا أبا لك! والله إنه لخير من بقي على الأرض .

    رواه البخاري في " تاريخه " ، وابن سعد .
     
    ياسمين و تلميذة الجميع معجبون بهذا.
  4. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    وفي " الزهد " لابن المبارك : حدثنا معمر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : قدم عمر الشام ، فتلقاه الأمراء والعظماء ، فقال : أين أخي أبو عبيدة ؟ قالوا : يأتيك الآن . قال : فجاء على ناقة مخطومة بحبل ، فسلم عليه ، ثم قال للناس : انصرفوا عنا . فسار معه حتى أتى منزله ، فنزل عليه ، فلم ير في بيته إلا سيفه وترسه ورحله ، فقال له عمر : لو اتخذت متاعا ، أو قال شيئا ، فقال : يا [ ص: 17 ] أمير المؤمنين ، إن هذا سيبلغنا المقيل .

    ابن وهب : حدثني عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن عمر حين‌‌‌ قدم الشام ، قال لأبي عبيدة : اذهب بنا إلى منزلك ، قال : وما تصنع عندي ؟ ما تريد إلا أن تعصر عينيك علي . قال : فدخل ، فلم ير شيئا ، قال : أين متاعك ؟ لا أرى إلا لبدا وصحفة وشنا ، وأنت أمير ، أعندك طعام ؟ فقام أبو عبيدة إلى جونة ، فأخذ منها كسيرات ، فبكى عمر ، فقال له أبو عبيدة : قد قلت لك : إنك ستعصر عينيك علي يا أمير المؤمنين ، يكفيك ما يبلغك المقيل . قال عمر : غيرتنا الدنيا كلنا غيرك يا أبا عبيدة .

    أخرجه أبو داود في " سننه " من طريق ابن الأعرابي .

    وهذا والله هو الزهد الخالص ، لا زهد من كان فقيرا معدما .

    معن بن عيسى ، عن مالك : أن عمر أرسل إلى أبي عبيدة بأربعة آلاف ، أو بأربع مائة دينار ، وقال للرسول : انظر ما يصنع بها ، قال : فقسمها أبو عبيدة ، ثم أرسل إلى معاذ بمثلها ، قال : فقسمها ، إلا شيئا قالت له امرأته نحتاج إليه ، فلما أخبر الرسول عمر ، قال : الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع [ ص: 18 ] هذا .

    الفسوي حدثنا أبو اليمان ، عن جرير بن عثمان ، عن أبي الحسن عمران بن نمران ، أن أبا عبيدة كان يسير في العسكر فيقول : ألا رب مبيض لثيابه ، مدنس لدينه! ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين! بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات .

    وقال ثابت ‌البناني : قال أبو عبيدة : يا أيها الناس ، إني امرؤ من قريش ، وما منكم من أحمر ولا أسود يفضلني بتقوى ، إلا وددت أني في مسلاخه .

    معمر : عن قتادة ، قال أبو عبيدة بن الجراح : وددت أني كنت كبشا ، فيذبحني أهلي ، فيأكلون لحمي ، ويحسون مرقي .

    وقال عمران بن حصين : وددت أني رماد تسفيني الريح .

    شعبة : عن قيس بن مسلم عن طارق ، أن عمر كتب إلى أبي عبيدة في الطاعون : إنه قد عرضت لي حاجة ، ولا غنى بي عنك فيها ، فعجل إلي . فلما قرأ الكتاب ، قال : عرفت حاجة أمير المؤمنين ، إنه يريد أن يستبقي من ليس بباق ، فكتب : إني قد عرفت حاجتك ، فحللني من عزيمتك; فإني في جند [ ص: 19 ] من أجناد المسلمين ، لا أرغب بنفسي عنهم . فلما قرأ عمر الكتاب بكى ، فقيل له : مات أبو عبيدة ؟ قال : لا . وكأن قد .

    قال : فتوفي أبو عبيدة ، وانكشف الطاعون .

    قال أبو الموجه محمد بن عمرو المروزي : زعموا أن أبا عبيدة كان في ستة وثلاثين ألفا من الجند ، فلم يبق منهم إلا ستة آلاف رجل .

    أخبرنا محمد بن عبد السلام ، عن أبي روح ، أنبأنا أبو سعد ، أنبأنا ابن حمدان ، أنبأنا أبو يعلى ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ، حدثنا مهدي بن ميمون ، حدثنا واصل مولى أبي عيينة ، عن ابن أبي سيف المخزومي ، عن الوليد بن عبد الرحمن ، شامي فقيه ، عن عياض بن غطيف ، قال : دخلت على أبي عبيدة بن الجراح في مرضه ، وامرأته تحيفة جالسة عند رأسه ، وهو مقبل بوجهه على الجدار ، فقلت : كيف بات أبو عبيدة ؟ قالت : بات بأجر . فقال : إني والله ما بت بأجر! فكأن القوم ساءهم ، فقال : ألا تسألوني عما قلت ؟ قالوا : إنا لم يعجبنا ما قلت ، فكيف نسألك ؟ قال : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله ، فبسبع مائة ، ومن أنفق على عياله ، أو عاد مريضا ، أو ماز أذى فالحسنة بعشر أمثالها ، والصوم [ ص: 20 ] جنة ما لم يخرقها ، ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده ، فهو له حطة " .

    أنبأنا جماعة قالوا : أنبأنا ابن طبرزد ، أنبأنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن غيلان ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، أنبأنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا محمد بن أبان الواسطي ، حدثني جرير بن حازم ، حدثني بشار بن أبي سيف ، حدثني الوليد بن عبد الرحمن ، عن عياض بن غطيف ، قال : مرض أبو عبيدة ، فدخلنا عليه نعوده ، فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " الصيام جنة ما لم يخرقها " .

    وقد استعمل النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا عبيدة غير مرة ، منها المرة التي جاع فيها عسكره ، وكانوا ثلاث ما‏ئة ، فألقى لهم البحر الحوت الذي يقال له العنبر ، فقال أبو عبيدة : ميتة ، ثم قال : لا ، نحن رسل رسول الله ، وفي سبيل الله ، فكلوا ، وذكر الحديث ، وهو في " الصحيحين " . [ ص: 21 ] ولما تفرغ الصديق من حرب أهل الردة ، وحرب مسيلمة الكذاب ، جهز أمراء الأجناد لفتح الشام ، فبعث أبا عبيدة ، ويزيد بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، وشرحبيل بن حسنة ، فتمت وقعة أجنادين بقرب الرملة ، ونصر الله المؤمنين ، فجاءت البشرى ، والصديق في مرض الموت ، ثم كانت وقعة فحل ووقعة مرج الصفر وكان قد سير أبو بكر خالدا لغزو العراق ، ثم بعث إليه لينجد من بالشام ، فقطع المفاوز على برية السماوة ، فأمره الصديق على الأمراء كلهم ، وحاصروا دمشق ، وتوفي أبو بكر ، فبادر عمر بعزل خالد ، واستعمل على الكل أبا عبيدة ، فجاءه التقليد ، فكتمه مدة ، وكل هذا من دينه ولينه وحلمه ، فكان فتح دمشق على يده ، فعند ذلك أظهر التقليد ؛ ليعقد [ ص: 22 ] الصلح للروم ، ففتحوا له باب الجابية صلحا ، وإذا بخالد قد افتتح البلد عنوة من الباب الشرقي ، فأمضى لهم أبو عبيدة الصلح .

    فعن المغيرة : أن أبا عبيدة صالحهم على أنصاف كنائسهم ومنازلهم ، ثم كان أبو عبيدة رأس الإسلام يوم وقعة اليرموك ، التي استأصل الله فيها جيوش الروم ، وقتل منهم خلق عظيم .
     
    ياسمين و تلميذة الجميع معجبون بهذا.
  5. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    روى ابن المبارك في " الزهد " له ، قال : أنبأنا عبد الحميد بن‌‌‌ بهرام ، عن شهر بن حوشب ، قال : حدثني عبد الرحمن بن غنم ، عن حديث الحارث بن عميرة قال : أخذ بيدي معاذ بن جبل ، فأرسله إلى أبي عبيدة ، فسأله كيف هو ؟ وقد طعنا ، فأراه أبو عبيدة طعنة ، خرجت في كفه ، فتكاثر شأنها في نفس الحارث ، وفرق منها حين رآها ، فأقسم أبو عبيدة بالله : ما يحب أن له مكانها حمر النعم .

    وعن الأسود : عن عروة : أن وجع عمواس كان معافى منه أبو عبيدة وأهله ، فقال : اللهم نصيبك في آل أبي عبيدة . قال : فخرجت بأبي عبيدة في خنصره بثرة ، فجعل ينظر إليها ، فقيل له : إنها ليست بشيء . فقال : أرجو أن يبارك الله فيها; فإنه إذا بارك في القليل كان كثيرا .

    الوليد بن مسلم : حدثني أبو بكر بن أبي مريم ، عن صالح بن أبي المخارق قال : انطلق أبو عبيدة من الجابية إلى بيت المقدس للصلاة ، [ ص: 23 ] فاستخلف على الناس معاذ بن جبل .

    قال الوليد : فحدثني من سمع عروة بن رويم قال : فأدركه أجله بفحل ، فتوفي بها بقرب بيسان .

    طاعون عمواس منسوب إلى قرية عمواس ، وهي بين الرملة وبين بيت المقدس ، وأما الأصمعي فقال هو من قولهم زمن الطاعون : عم وآسى .

    قال أبو حفص الفلاس : توفي أبو عبيدة في سنة ثمان عشرة ، وله ثمان وخمسون سنة ، وكان يخضب بالحناء ، والكتم وكان له عقيصتان . وقال كذلك في وفاته جماعة ، وانفرد ابن عائذ ، عن أبي مسهر أنه قرأ في كتاب يزيد بن عبيدة ، أن أبا عبيدة توفي سنة سبع عشرة .
     
  6. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    بسم الله
    [​IMG]
    الحلقة الثانية من:
    سلسلة: سير أعلام النبلاء
    للإمام الذهبي رحمه الله
    ____________________
    طلحة بن عبيد الله ( ع ) ...

    ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ، القرشي التيمي المكي ، أبو محمد

    [ ص: 24 ] أحد العشرة المشهود لهم بالجنة له عدة أحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وله في " مسند بقي بن مخلد " بالمكرر ثمانية وثلاثون حديثا .

    له حديثان متفق عليهما ، وانفرد له البخاري بحديثين ، ومسلم بثلاثة أحاديث .

    حدث عنه بنوه : يحيى ، وموسى ، وعيسى ، والسائب بن يزيد ، ومالك بن أوس بن الحدثان ، وأبو عثمان النهدي ، وقيس بن أبي حازم ، ومالك بن أبي عامر الأصبحي ، والأحنف بن قيس التميمي ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وآخرون .

    قال أبو عبد الله بن منده : كان رجلا آدم ، كثير الشعر ، ليس بالجعد القطط ولا بالسبط ، حسن الوجه ، إذا مشى أسرع ، ولا يغير شعره .

    وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي ، عن عبد العزيز بن عمران ، حدثني [ ص: 25 ] إسحاق بن يحيى ، حدثني موسى بن طلحة قال : كان أبي أبيض يضرب إلى الحمرة ، مربوعا ، إلى القصر هو أقرب ، رحب الصدر ، بعيد ما بين المنكبين ، ضخم القدمين ، إذا التفت التفت جميعا .

    قلت : كان ممن سبق إلى الإسلام وأوذي في الله ، ثم هاجر ، فاتفق أنه غاب عن وقعة بدر في تجارة له بالشام وتألم لغيبته ، فضرب له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسهمه وأجره .
     
  7. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    قال أبو القاسم بن عساكر الحافظ في ترجمته : كان مع عمر لما قدم الجابية ، وجعله على المهاجرين . وقال غيره : كانت يده شلاء مما وقى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد .

    الصلت بن دينار : عن أبي نضرة ، عن جابر قال ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : [ ص: 26 ] " من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه ، فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله " .

    أخبرنيه الأبرقوهي ، أنبأنا ابن أبي الجود ، أنبأنا ابن الطلابة ، أنبأنا عبد العزيز الأنماطي ، أنبأنا أبو طاهر المخلص ، حدثنا البغوي ، حدثنا داود بن رشيد حدثنا مكي ، حدثنا الصلت .

    وفي جامع أبي عيسى بإسناد حسن ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم أحد : " أوجب طلحة " .

    قال ابن أبي خالد عن قيس قال : رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد شلاء . أخرجه البخاري . [ ص: 27 ] وأخرج النسائي من حديث يحيى بن أيوب وآخر ، عن عمارة بن غزية ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : لما كان يوم أحد ، وولى الناس ، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناحية في اثني عشر رجلا ، منهم طلحة ، فأدركهم المشركون ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " من للقوم ؟ قال طلحة : أنا ، قال : كما أنت . فقال رجل : أنا . قال : أنت ، فقاتل حتى قتل ، ثم التفت فإذا المشركون ، فقال : من لهم ؟ قال طلحة : أنا . قال : كما أنت ، فقال ، رجل من الأنصار : أنا ، قال : أنت . فقاتل حتى قتل ، فلم يزل كذلك حتى بقي مع نبي الله طلحة ، فقال : من للقوم ؟ قال طلحة : أنا ، فقاتل طلحة ، قتال الأحد عشر ، حتى قطعت أصابعه ، فقال : حس ، فقال ، رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لو قلت : باسم الله لرفعتك الملائكة ، والناس ينظرون " . ثم رد الله المشركين رواته ثقات .

    أخبرنا أبو المعالي بن أبي عصرون الشافعي ، أنبأنا عبد المعز بن محمد ، في كتابه ، أنبأنا تميم بن أبي سعيد ، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن ، أنبأنا محمد بن أحمد ، أنبأنا أحمد بن علي التميمي ، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ، وعبد الأعلى ، قالا : حدثنا المعتمر ، سمعت أبي ، حدثنا أبو عثمان [ ص: 28 ] قال : لم يبق مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تلك الأيام التي كان يقاتل بها رسول الله غير طلحة وسعد عن حديثهما .

    أخرجه الشيخان عن المقدمي .

    وبه إلى التميمي : حدثنا أبو كريب ، حدثنا يونس بن بكير ، عن طلحة بن يحيى ، عن موسى وعيسى ابني طلحة ، عن أبيهما أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا لأعرابي جاء يسأله عمن قضى نحبه : من هو ، وكانوا لا يجترأون على مسألته - صلى الله عليه وسلم - ، يوقرونه ويهابونه ، فسأله الأعرابي ، فأعرض عنه ، ثم سأله ، فأعرض عنه ، ثم إني اطلعت من باب المسجد - وعلي ثياب خضر - فلما رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " أين السائل عمن قضى نحبه ؟ قال الأعرابي : أنا . قال : هذا ممن قضى نحبه " .

    وأخرجه الطيالسي في مسنده من حديث معاوية ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " طلحة ممن قضى نحبه " . [ ص: 29 ]

    وفي " صحيح مسلم " من حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان على حراء ، هو ، وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزبير ، فتحركت الصخرة ، فقال رسول الله : " اهدأ ، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد " .

    سويد بن سعيد : حدثنا صالح بن موسى ، عن معاوية بن إسحاق ، عن عائشة بنت طلحة ، عن عائشة ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض قد قضى نحبه ، فلينظر إلى طلحة " .

    قال الترمذي : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو عبد الرحمن نضر بن منصور ، حدثنا عقبة بن علقمة اليشكري ، سمعت عليا يوم الجمل يقول : سمعت من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " طلحة والزبير جاراي في الجنة " .

    وهكذا رواه ابن زيدان البجلي ، وأبو بكر الجارودي ، عن الأشج ، وشذ أبو يعلى الموصلي ، فقال عن نضر ، عن أبيه ، عن عقبة . [ ص: 30 ]

    دحيم : حدثنا محمد بن طلحة ، عن موسى بن محمد ، عن أبيه ، عن سلمة بن الأكوع قال : ابتاع طلحة بئرا بناحية الجبل ، ونحر جزورا ، فأطعم الناس ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنت طلحة الفياض " .

    سليمان بن أيوب بن عيسى بن موسى بن طلحة : حدثني أبي عن جدي ، عن موسى بن طلحة ، عن أبيه قال : لما كان يوم أحد ، سماه النبي - صلى الله عليه وسلم - طلحة الخير . وفي غزوة ذي العشيرة طلحة الفياض ويوم خيبر ، طلحة الجود .

    إسناده لين .

    قال مجالد ، عن الشعبي ، عن قبيصة بن جابر قال : صحبت طلحة ، فما رأيت أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه .

    أبو إسماعيل الترمذي : حدثنا سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى ، حدثني أبي ، عن جدي ، عن موسى ، عن أبيه ، أنه أتاه مال من [ ص: 31 ] حضرموت سبع مائة ألف ، فبات ليلته يتململ . فقالت له زوجته : ما لك ؟ قال : تفكرت منذ الليلة ، فقلت : ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته ؟ قالت : فأين أنت عن بعض أخلائك فإذا أصبحت ، فادع بجفان وقصاع فقسمه . فقال لها : رحمك الله ، إنك موفقة بنت موفق ، وهي أم كلثوم بنت الصديق ، فلما أصبح دعا بجفان ، فقسمها بين المهاجرين والأنصار ، فبعث إلى علي منها بجفنة ، فقالت له زوجته : أبا محمد ، أما كان لنا في هذا المال من نصيب ؟ قال : فأين كنت منذ اليوم ؟ فشأنك بما بقي . قالت : فكانت صرة فيها نحو ألف درهم .
     
    أعجب بهذه المشاركة تلميذة الجميع
  8. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    أخبرنا المسلم بن علان ، وجماعة ، كتابة ، قالوا : أنبأنا عمر بن محمد ، أنبأنا هبة الله بن الحصين ، أنبأنا ابن غيلان ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا إبراهيم الحربي ، حدثنا عبد الله بن عمر ، حدثنا محمد بن يعلى ، حدثنا الحسن بن دينار ، عن علي بن زيد قال : جاء أعرابي إلى طلحة يسأله ، فتقرب إليه برحم فقال : إن هذه لرحم ما سألني بها أحد قبلك ، إن لي أرضا قد أعطاني بها عثمان ثلاث مائة ألف ، فاقبضها ، وإن شئت بعتها من عثمان ، ودفعت إليك الثمن ، فقال : الثمن . فأعطاه .
    الكديمي حدثنا الأصمعي ، حدثنا ابن عمران قاضي المدينة ، أن طلحة فدى عشرة من أسارى بدر بماله ، وسئل مرة برحم ، فقال : قد بعت لي حائطا بسبع مائة ألف ، وأنا فيه بالخيار . فإن شئت ، خذه ، وإن شئت ، ثمنه .
    إسناده منقطع مع ضعف الكديمي .
    [ ص: 32 ] قال ابن سعد : أنبأنا سعيد بن منصور ، حدثنا صالح بن موسى ، عن معاوية بن إسحاق ، عن عائشة وأم إسحاق بنتي طلحة قالتا : جرح أبونا يوم أحد أربعا وعشرين جراحة ، وقع منها في رأسه شجة مربعة ، وقطع نساه - يعني العرق - ، وشلت أصبعه ، وكان سائر الجراح في جسده ، وغلبه الغشي ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكسورة رباعيته ، مشجوج في وجهه ، قد علاه الغشي ، وطلحة محتمله ، يرجع به القهقرى ، كلما أدركه أحد من المشركين ، قاتل دونه ، حتى أسنده إلى الشعب .
    ابن عيينة ، عن طلحة بن يحيى ، حدثتني جدتي سعدى بنت عوف المرية قالت : دخلت على طلحة يوما وهو خاثر فقلت : ما لك ؟ لعل رابك من أهلك شيء ؟ قال : لا والله ، ونعم حليلة المسلم أنت ، ولكن مال عندي قد غمني . فقلت : ما يغمك ؟ عليك بقومك ، قال : يا غلام ، ادع لي قومي . فقسمه فيهم ، فسألت الخازن : كم أعطى ؟ قال : أربع مائة ألف .
    هشام وعوف ، عن الحسن البصري أن طلحة بن عبيد الله باع أرضا له بسبع مائة ألف . فبات أرقا من مخافة ذلك المال ، حتى أصبح ففرقه .
    محمد بن سعد : حدثنا محمد بن عمر ، حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن أبيه قال : كان طلحة يغل بالعراق أربع مائة ألف ، ويغل بالسراة [ ص: 33 ] عشرة آلاف دينار أو أقل أو أكثر ، [ وبالأعراض له غلات ] وكان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا إلا كفاه ، وقضى دينه ، ولقد كان يرسل إلى عائشة إذا جاءت غلته كل سنة بعشرة آلاف ، ولقد قضى عن فلان التيمي ثلاثين ألفا .
    قال الزبير بن بكار : حدثني عثمان بن عبد الرحمن أن طلحة بن عبيد الله قضى عن عبيد الله بن معمر ، وعبد الله بن عامر بن كريز ثمانين ألف درهم .
    قال الحميدي : حدثنا ابن عيينة ، حدثنا عمرو بن دينار ، أخبرني مولى لطلحة قال : كانت غلة طلحة كل يوم ألف واف .
    قال الواقدي : حدثنا إسحاق بن يحيى ، عن موسى بن طلحة أن معاوية سأله : كم ترك أبو محمد من العين ، قال : ترك ألفي ألف درهم ومائتي ألف درهم ، ومن الذهب مائتي ألف دينار ، فقال معاوية : عاش حميدا سخيا [ ص: 34 ] شريفا ، وقتل فقيدا رحمه الله .
    وأنشد الرياشي لرجل من قريش :
    أيا سائلي عن خيار العباد صادفت ذا العلم والخبره خيار العباد جميعا قريش
    وخير قريش ذوو الهجره وخير ذوي الهجرة السابقون
    ثمانية وحدهم نصره علي وعثمان ثم الزبير
    وطلحة واثنان من زهره وبران قد جاورا أحمدا
    وجاور قبرهما قبره فمن كان بعدهم فاخرا
    فلا يذكرن بعدهم فخره
    يحيى بن معين : حدثنا هشام بن يوسف ، عن عبد الله بن مصعب ، أخبرني موسى بن عقبة ، سمعت علقمة بن وقاص الليثي قال : لما خرج طلحة والزبير وعائشة للطلب بدم عثمان ، عرجوا عن منصرفهم بذات عرق ، فاستصغروا عروة بن الزبير ، وأبا بكر بن عبد الرحمن فردوهما ، قال : ورأيت طلحة ، وأحب المجالس إليه أخلاها ، وهو ضارب بلحيته على زوره ، فقلت : يا أبا محمد ، إني أراك وأحب المجالس إليك أخلاها ، إن كنت تكره هذا الأمر ، فدعه ، فقال : يا علقمة ، لا تلمني ، كنا أمس يدا واحدة على من سوانا ، فأصبحنا اليوم جبلين من حديد ، يزحف أحدنا إلى صاحبه ، ولكنه كان مني شيء في أمر عثمان ، مما لا أرى كفارته إلا سفك دمي ، وطلب دمه . [ ص: 35 ]
    قلت : الذي كان منه في حق عثمان تمغفل وتأليب ، فعله باجتهاد ، ثم تغير عندما شاهد مصرع عثمان ، فندم على ترك نصرته رضي الله عنهما ، وكان طلحة أول من بايع عليا ، أرهقه قتلة عثمان ، وأحضروه حتى بايع .
    قال البخاري : حدثنا موسى بن أعين ، حدثنا ‌أبو عوانة ، عن حصين في حديث عمرو بن جاوان ، قال : التقى القوم يوم الجمل ، فقام كعب بن سور معه المصحف ، فنشره بين الفريقين ، وناشدهم الله والإسلام في دمائهم ، فما زال حتى قتل . وكان طلحة من أول قتيل . وذهب الزبير ليلحق ببنيه ، فقتل .
    يحيى القطان : عن عوف ، حدثني أبو رجاء قال : رأيت طلحة على دابته وهو يقول : أيها الناس أنصتوا ، فجعلوا يركبونه ولا ينصتون ، فقال : أف ! فراش النار ، وذباب طمع .
    قال ابن سعد : أخبرني من سمع إسماعيل بن أبي خالد ، عن حكيم بن جابر قال : قال طلحة : إنا داهنا في أمر عثمان ، فلا نجد اليوم أمثل من أن نبذل دماءنا فيه ، اللهم خذ لعثمان مني اليوم حتى ترضى .
    وكيع : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس قال : رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم ، فوقع في ركبته ، فما زال ينسح حتى [ ص: 36 ] مات .
    رواه جماعة عنه ، ولفظ عبد الحميد بن صالح عنه : هذا أعان على عثمان ولا أطلب بثأري بعد اليوم .
    قلت : قاتل طلحة في الوزر ، بمنزلة قاتل علي .
    قال خليفة بن خياط : حدثنا من سمع جويرية بن أسماء ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمه ، أن مروان رمى طلحة بسهم ، فقتله ، ثم التفت إلى أبان ، فقال : قد كفيناك بعض قتلة أبيك .
    هشيم : عن مجالد ، عن الشعبي قال : رأى علي طلحة في واد ملقى ، فنزل ، فمسح التراب عن وجهه ، وقال : عزيز علي أبا محمد بأن أراك مجدلا في الأودية تحت نجوم السماء ، إلى الله أشكو عجري وبجري . قال الأصمعي : معناه : سرائري وأحزاني التي تموج في جوفي .
    عبد الله بن إدريس : عن ليث ، عن طلحة بن مصرف أن عليا انتهى إلى طلحة وقد مات ، فنزل عن دابته وأجلسه ، ومسح الغبار عن وجهه ولحيته ، [ ص: 37 ] وهو يترحم عليه ، وقال : ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة . مرسل .
    وروى زيد بن أبي أنيسة ، عن محمد بن عبد الله من الأنصار ، عن أبيه أن عليا قال : بشروا قاتل طلحة بالنار .
    أخبرنا ابن أبي عصرون ، عن أبي روح ، أنبأنا تميم ، حدثنا أبو سعد ، أنبأنا ابن حمدان ، أنبأنا أبو يعلى ، حدثنا عمرو الناقد ، حدثنا الخضر بن محمد الحراني ، حدثنا محمد بن سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم التيمي . عن مالك بن أبي عامر ، قال : جاء رجل إلى طلحة فقال : أرأيتك هذا اليماني هو أعلم بحديث رسول الله منكم - يعني أبا هريرة - نسمع منه أشياء لا نسمعها منكم ، قال : أما أن قد سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم نسمع ، فلا أشك ، وسأخبرك : إنا كنا أهل بيوت ، وكنا إنما نأتي رسول الله غدوة وعشية ، وكان مسكينا لا مال له ، إنما هو على باب رسول الله ، فلا أشك أنه قد سمع ما لم نسمع ، وهل تجد أحدا فيه خير يقول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقل ؟ .
    وروى مجالد ، عن الشعبي ، عن جابر أنه سمع عمر يقول لطلحة : ما لي [ ص: 38 ] أراك شعثت واغبررت مذ توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم ؟ لعله أن ما بك إمارة ابن عمك - يعني أبا بكر - قال : معاذ الله ، إني سمعته يقول : " إني لأعلم كلمة لا يقولها رجل يحضره الموت ، إلا وجد روحه لها روحا حين تخرج من جسده ، وكانت له نورا يوم القيامة " . فلم أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها ، ولم يخبرني بها فذاك الذي دخلني . قال عمر : فأنا أعلمها . قال : فلله الحمد ، فما هي ؟ قال : الكلمة التي قالها لعمه ، قال : صدقت .
    أبو معاوية وغيره : حدثنا أبو مالك الأشجعي ، عن أبي حبيبة مولى لطلحة ، قال : دخلت على علي مع عمران بن طلحة بعد وقعة الجمل ، فرحب به وأدناه ، ثم قال : إني لأرجو أن يجعلني الله [ ص: 39 ] وأباك ممن قال فيهم : ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين فقال رجلان جالسان ، أحدهما الحارث الأعور : الله أعدل من ذلك أن يقبلهم ويكونوا إخواننا في الجنة ، قال : قوما أبعد أرض وأسحقها . فمن هو إذا لم أكن أنا وطلحة ! يا ابن أخي : إذا كانت لك حاجة ، فأتنا .
    وعن أبي هريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لقد رأيتني يوم أحد ، وما قربي أحد غير جبريل عن يميني ، وطلحة عن يساري " فقيل في ذلك :
    وطلحة يوم الشعب آسى محمدا لدى ساعة ضاقت عليه وسدت
    وقاه بكفيه الرماح فقطعت أصابعه تحت الرماح فشلت
    وكان إمام الناس بعد محمد أقر رحا الإسلام حتى استقرت
    وعن طلحة قال : عقرت يوم أحد في جميع جسدي حتى في ذكري .
    قال ابن سعد حدثنا محمد بن عمر ، حدثني إسحاق بن يحيى ، عن جدته سعدى بنت عوف ، قالت : قتل طلحة وفي يد خازنه ألف ألف درهم ومائتا [ ص: 40 ] ألف درهم ، وقومت أصوله وعقاره ثلاثين ألف ألف درهم .
    أعجب ما مر بي قول ابن الجوزي في كلام له على حديث قال : وقد خلف طلحة ثلاث مائة حمل من الذهب .
    وروى سعيد بن عامر الضبعي ، عن المثنى بن سعيد قال : أتى رجل عائشة بنت طلحة فقال : رأيت طلحة في المنام ، فقال : قل لعائشة تحولني من هذا المكان ; فإن النز قد آذاني . فركبت في حشمها ، فضربوا عليه بناء واستثاروه . قال : فلم يتغير منه إلا شعيرات في إحدى شقي لحيته ، أو قال رأسه ، وكان بينهما بضع وثلاثون سنة .
    وحكى المسعودي أن عائشة بنته هي التي رأت المنام .
    وكان قتله في سنة ست وثلاثين في جمادى الآخرة ، وقيل في رجب ، وهو ابن ثنتين وستين سنة أو نحوها ، وقبره بظاهر البصرة .
    قال يحيى بن بكير ، وخليفة بن خياط ، وأبو نصر الكلاباذي : إن الذي قتل طلحة ، مروان بن الحكم .
    ولطلحة أولاد نجباء ، أفضلهم محمد السجاد . كان شابا ، خيرا ، عابدا ، قانتا لله . ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قتل يوم الجمل أيضا ، فحزن عليه علي ، وقال : صرعه بره بأبيه .
     
    أعجب بهذه المشاركة تلميذة الجميع
  9. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى

    [​IMG]
    بسم الله
    الحلقة الثالثة من:
    كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي رحمه الله
    _________________________
    [ ص: 41 ] الزبير بن العوام ( ع )

    ابن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب .

    حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وابن عمته صفية بنت عبد المطلب ، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، وأحد الستة أهل الشورى ، وأول من سل سيفه في سبيل الله ، أبو عبد الله - رضي الله عنه - ، أسلم وهو حدث ، له ست عشرة سنة .

    وروى الليث ، عن أبي الأسود ، عن عروة قال : أسلم الزبير ، ابن ثمان سنين ، ونفحت نفحة من الشيطان أن رسول الله أخذ بأعلى مكة ، فخرجالزبير وهو غلام ، ابن اثنتي عشرة سنة ، بيده السيف ، فمن رآه عجب ، وقال : [ ص: 42 ] الغلام معه السيف ، حتى أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " ما لك يا زبير " ؟ فأخبره وقال : أتيت أضرب بسيفي من أخذك .

    وقد ورد أن الزبير كان رجلا طويلا إذا ركب خطت رجلاه الأرض ، وكان خفيف اللحية والعارضين .

    روى أحاديث يسيرة .

    حدث عنه بنوه : عبد الله ، ومصعب ، وعروة ، وجعفر ، ومالك بن أوس بن الحدثان ، والأحنف بن قيس ، وعبد الله بن عامر بن كريز ، ومسلم بن جندب ، وأبو حكيم مولاه ، وآخرون .

    اتفقا له على حديثين ، وانفرد له البخاري بأربعة أحاديث ، ومسلم بحديث .
    أخبرنا المسلم بن محمد وجماعة ، إذنا ، قالوا : أنبأنا حنبل ، أنبأنا ابن الحصين ، حدثنا ابن المذهب . أنبأنا أبو بكر القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ( ح ) وأنبأنا محمد بن عبد السلام ، أنبأنا عبد المعز بن محمد ، أنبأنا تميم ، أنبأنا أبو سعد الطبيب ، أنبأنا أبو عمرو الحيري ، أنبأنا أبو يعلى ،
    [ ص: 43 ] حدثنا زهير ، قالا : حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا شعبة ، عن جامع بن شداد عن عامر ولفظ أبي يعلى : سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، قال : قلت لأبي : ما لك لا تحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما يحدث عنه فلان وفلان ؟ قال : ما فارقته منذ أسلمت ، ولكن سمعت منه كلمة ، سمعته يقول : " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " لم يقل أبو يعلى متعمدا . [ ص: 44 ] أخبرنا أبو سعيد سنقر بن عبد الله الحلبي ، أنبأنا عبد اللطيف بن يوسف ، أنبأنا عبد الحق اليوسفي ، أنبأنا علي بن محمد ، أنبأنا علي بن أحمد المقرئ ، حدثنا عبد الباقي بن قانع ، حدثنا أحمد بن علي بن مسلم ، حدثنا أبو الوليد ( ح ) وحدثنا بشر ، حدثنا عمرو بن حكام ، قالا : حدثنا شعبة ، عن جامع بن شداد ، عن عامر بن عبد الله ، عن أبيه ، قال : قلت لأبي : ما لك لا تحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما يحدث ابن مسعود ؟ قال : أما إني لم أفارقه منذ أسلمت ، ولكن سمعته يقول : " من كذب علي ‌‌متعمدا ، فليتبوأ مقعده من النار " .

    رواه خالد بن عبد الله الطحان ، عن بيان بن بشر عن وبرة ، عن عامر بن عبد الله نحوه . أخرج طريق شعبة البخاري ، وأبو داود ، والنسائي ،والقزويني .

    قال إسحاق بن يحيى : عن موسى بن طلحة قال : كان علي ، والزبير ، وطلحة ، وسعد ، عذار عام واحد ، يعني ولدوا في سنة .

    وقال المدائني : كان طلحة ، والزبير ، وعلي ، أترابا .

    وقال يتيم عروة : هاجر الزبير وهو ابن ثمان عشرة سنة ، وكان عمه يعلقه ويدخن عليه ، وهو يقول : لا أرجع إلى الكفر أبدا . [ ص: 45 ]

    قال عروة : جاء الزبير بسيفه ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ما لك ؟ قال : أخبرت أنك أخذت . قال : فكنت صانعا ماذا ؟ قال : كنت أضرب به من أخذك . فدعا له ولسيفه " .
     
    أعجب بهذه المشاركة تلميذة الجميع
  10. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    وروى هشام عن أبيه عروة ، أن الزبير كان طويلا تخط رجلاه الأرض إذا ركب الدابة ، أشعر ، وكانت أمه صفية تضربه ضربا شديدا وهو يتيم ، فقيل لها : قتلته ، أهلكته ، قالت :
    إنما أضربه لكي يدب ويجر الجيش ذا الجلب


    قال : وكسر يد غلام ذات يوم ، فجيء بالغلام إلى صفية ، فقيل لها ذلك ، فقالت :
    كيف وجدت وبرا
    أأقطا أم تمرا أم مشمعلا صقرا

    قال ابن إسحاق : وأسلم - على ما بلغني - على يد أبي بكر : الزبير ، وعثمان ، وطلحة ، وعبد الرحمن ، وسعد .

    وعن عمر بن مصعب بن الزبير قال : قاتل الزبير مع نبي الله ، وله سبع [ ص: 46 ] عشرة .

    أسد بن موسى ، حدثنا جامع أبو سلمة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن البهي قال : كان يوم بدر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فارسان :الزبير على فرس على الميمنة ، والمقداد بن الأسود على فرس على الميسرة .

    وقال هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : كانت على الزبير يوم بدر عمامة صفراء ، فنزل جبريل على سيماء الزبير .

    الزبير بن بكار : عن عقبة بن مكرم ، حدثنا مصعب بن سلام ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر الباقر ، قال : كانت على الزبير يوم بدر عمامة صفراء ، فنزلت الملائكة كذلك . [ ص: 47 ]

    وفيه يقول عامر بن صالح بن عبد الله بن الزبير :
    جدي ابن عمة أحمد ووزيره
    عند البلاء وفارس الشقراء
    وغداة بدر كان أول فارس
    شهد الوغى في اللامة الصفراء
    نزلت بسيماه الملائك نصرة
    بالحوض يوم تألب الأعداء

    وهو ممن هاجر إلى الحبشة - فيما نقله موسى بن عقبة وابن إسحاق - ولم يطول الإقامة بها .

    أبو معاوية ، عن هشام عن أبيه ، قالت عائشة : يا ابن أختي كان أبواك - يعني الزبير وأبا بكر - من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح .

    لما انصرف المشركون من أحد ، وأصاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ما أصابهم ، خاف أن يرجعوا ، فقال : " من ينتدب لهؤلاء في آثارهم ، حتى يعلموا أن بنا قوة " ، فانتدب أبو بكر والزبير في سبعين ، فخرجوا في آثار المشركين ، فسمعوا بهم ، فانصرفوا ، قال تعالى : فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء الآية لم يلقوا عدوا .

    وقال البخاري ، ومسلم : جابر : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق : " من يأتينا بخبر بني قريظة ؟ فقال الزبير : أنا ، فذهب على فرس ، فجاء بخبرهم . ثم [ ص: 48 ] قال الثانية ، فقال الزبير : أنا ، فذهب ، ثم الثالثة ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : لكل نبي حواري ، وحواري الزبير " . رواه جماعة عن ابن المنكدر عنه .

    وروى جماعة ، عن هشام عن أبيه ، عن ابن الزبير قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن لكل نبي حواريا ، وإن حواري الزبير " .

    أبو معاوية : عن هشام بن عروة ، عن ابن المنكدر ، عن جابر ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الزبير ابن عمتي ، وحواري من أمتي " .

    يونس بن بكير : عن هشام ، عن أبيه عن الزبير قال : أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي فقال : " لكل نبي حواري وحواري الزبير وابن عمتي " .

    وبإسنادي في المسند إلى أحمد بن حنبل ، حدثنا معاوية بن عمرو ، حدثنا [ ص: 49 ] زائدة ، عن عاصم ، عن زر قال : استأذن ابن جرموز على عليوأنا عنده ، فقال علي : بشر قاتل ابن صفية بالنار ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لكل نبي حواري وحواري الزبير " تابعهشيبان ، وحماد بن سلمة .

    وروى جرير الضبي ، عن مغيرة ، عن أم موسى قالت : استأذن قاتل الزبير ، فذكره .

    وروى يزيد بن أبي حبيب ، عن مرثد اليزني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " وحواري من الرجال الزبير ، ومن النساء عائشة " .

    ابن أبي عروبة : عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر أنه سمع رجلا يقول : يا ابن حواري رسول الله ، فقال ابن عمر : إن كنت من آل الزبير ، وإلا فلا.

    رواه ثقتان عنه ، والحواري : الناصر .

    وقال مصعب الزبيري : الحواري : الخالص من كل شيء . وقال الكلبي : الحواري : الخليل . [ ص: 50 ]

    هشام بن عروة : عن أبيه ، عن ابن الزبير عن أبيه قال : جمع لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبويه .

    أخبرنا ابن أبي عصرون ، أنبأنا أبو روح ، أنبأنا تميم المقرئ ، أنبأنا أبو سعد الأديب ، أنبأنا أبو عمرو الحيري ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي ، حدثناحوثرة بن أشرس ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن ابن الزبير قال له : يا أبة ، قد رأيتك تحمل على فرسك الأشقر يوم الخندق ، قال : يا بني ، رأيتني ؟ قال : نعم ، قال : فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ ليجمع لأبيك أبويه ، يقول : " ارم فداك أبي وأمي " .

    أحمد في " مسنده " : حدثنا أبو أسامة ، حدثنا هشام ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الزبير قال : لما كان يوم الخندق ، كنت أنا وعمر بن أبي سلمة في الأطم الذي فيه نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - أطم حسان ، فكان عمر يرفعني وأرفعه ، فإذا رفعني ، عرفت أبي حين يمر إلى بني قريظة ، فيقاتلهم . [ ص: 51 ]

    الرياشي ، حدثنا الأصمعي ، حدثنا ابن أبي الزناد قال : ضرب الزبير يوم الخندق عثمان بن عبد الله بن المغيرة بالسيف على مغفره ، فقطعه إلى القربوس فقالوا : ما أجود سيفك ! فغضب الزبير ، يريد أن العمل ليده لا للسيف .

    أبو خيثمة : حدثنا محمد بن الحسن المديني ، حدثتني أم عروة بنت جعفر ، عن أختها عائشة ، عن أبيها عن جدها الزبير أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطاه يوم فتح مكة لواء سعد بن عبادة ، فدخل الزبير مكة بلواءين .

    وعن أسماء قالت : عندي للزبير ساعدان من ديباج ، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاهما إياه ، فقاتل فيهما .

    رواه أحمد في " مسنده " من طريق ابن لهيعة . [ ص: 52 ] علي بن حرب : حدثنا ابن وهب ، عن ابن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الزبير يلمق حرير محشو بالقز ، يقاتل فيه .

    وروى يحيى بن يحيى الغساني ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : قال الزبير : ما تخلفت عن غزوة غزاها المسلمون إلا أن أقبل فألقى ناسا يعقبون.

    وعن الثوري قال : هؤلاء الثلاثة نجدة الصحابة : حمزة ، وعلي ، والزبير .

    حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، أخبرني من رأى الزبير وفي صدره أمثال العيون من الطعن والرمي .

    معمر ، عن هشام عن عروة قال : كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف : إحداهن في عاتقه ، إن كنت لأدخل أصابعي فيها ، ضرب ثنتين يوم بدر ، وواحدة يوم اليرموك .

    قال عروة : قال عبد الملك بن مروان ، حين قتل ابن الزبير : يا عروة ، هل تعرف سيف الزبير ؟ قلت : نعم . قال : فما فيه ؟ قلت : فلة فلها يوم بدر ، فاستله فرآها فيه ، فقال : [ ص: 53 ] بهن فلول من قراع الكتائب ثم أغمده ورده علي ، فأقمناه بيننا بثلاثة آلاف ، فأخذه بعضنا ، ولوددت أني كنت أخذته .

    يحيى بن سعيد الأنصاري : عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان على حراء ، فتحرك . فقال : " اسكنحراء ; فما عليك إلا نبي ، أو صديق ، أو شهيد " . وكان عليه أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير .

    الحديث رواه معاوية بن عبد الرحمن بن جبير ، عن أبيه ، عن أبي هريرة مرفوعا ، وذكر منهم عليا .

    وقد مر في تراجم الراشدين أن العشرة في الجنة ، ومر في ترجمة طلحة [ ص: 54 ] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " طلحة والزبير جاراي في الجنة " .

    أبو جعفر الرازي : عن حصين ، عن عمرو بن ميمون قال : قال عمر : إنهم يقولون : استخلف علينا ، فإن حدث بي حدث ، فالأمر في هؤلاء الستة الذين فارقهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهو عنهم راض ، ثم سماهم .

    أحمد في " مسنده " : حدثنا زكريا بن عدي ، حدثنا علي بن مسهر ، عن هشام ، عن أبيه ، عن مروان ، ولا إخاله متهما علينا ، قال : أصاب عثمانرعاف سنة الرعاف ، حتى تخلف عن الحج وأوصى ، فدخل عليه رجل من قريش ، فقال : استخلف ، قال : وقالوه ؟ قال : نعم . قال : من هو ؟ فسكت ، قال : ثم دخل عليه رجل آخر ، فقال له مثل ذلك ، ورد عليه نحو ذلك . قال : فقال عثمان : قالوا الزبير ؟ قالوا : نعم . قال : أما والذي نفسي بيده ، إن كان لأخيرهم ما علمت ، وأحبهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم . رواه أبو مروان الغساني عن هشام نحوه .

    وقال هشام ، عن أبيه ، قال عمر : لو عهدت أو تركت تركة ، كان أحبهم إلي [ ص: 55 ] الزبير ; إنه ركن من أركان الدين .

    ابن عيينة : حدثنا هشام بن عروة ، عن أبيه قال : أوصى إلى الزبير سبعة من الصحابة ، منهم عثمان ، وابن مسعود ، وعبد الرحمن ، فكان ينفق على الورثة من ماله ، ويحفظ أموالهم .
     
    أعجب بهذه المشاركة تلميذة الجميع
  11. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    ابن وهب : حدثنا عمرو بن الحارث ، حدثني هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن الزبير خرج غازيا نحو مصر ، فكتب إليه أمير مصر : إن الأرض قد وقع بها الطاعون ، فلا تدخلها ، فقال : إنما خرجت للطعن والطاعون ، فدخلها ، فلقي طعنة في جبهته فأفرق .

    عوف : عن أبي رجاء العطاردي ، قال : شهدت الزبير يوما ، وأتاه رجل ، فقال : ما شأنكم أصحاب رسول الله ؟ أراكم أخف الناس صلاة ! قال : نبادر الوسواس .

    الأوزاعي : حدثني نهيك ابن مريم ، حدثنا مغيث بن سمي ، قال : كان [ ص: 56 ] للزبير بن العوام ألف مملوك يؤدون إليه الخراج ، فلا يدخل بيته من خراجهم شيئا .

    رواه سعيد بن عبد العزيز نحوه ، وزاد : بل يتصدق بها كلها .

    وقال الزبير بن بكار : حدثني أبو غزية محمد بن موسى ، حدثنا عبد الله بن مصعب ، عن هشام بن عروة ، عن فاطمة بنت المنذر ، عن جدتها أسماء بنت أبي بكر قالت : مر الزبير بمجلس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحسان ينشدهم من شعره ، وهم غير نشاط لما يسمعون منه ، فجلس معهم الزبير ، ثم قال : ما لي أراكم غير أذنين لما تسمعون من شعر ابن الفريعة ! فلقد كان يعرض به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فيحسن استماعه ، ويجزل عليه ثوابه ، ولا يشتغل عنه ، فقال حسان يمدح الزبير :
    أقام على عهد النبي وهديه حواريه والقول بالفعل يعدل
    أقام على منهاجه وطريقه يوالي ولي الحق والحق أعدل
    هو الفارس المشهور والبطل الذي يصول إذا ما كان يوم محجل
    إذا كشفت عن ساقها الحرب حشها
    بأبيض سباق إلى الموت يرقل
    وإن امرأ كانت صفية أمه
    ومن أسد في بيتها لمؤثل
    له من رسول الله قربى قريبة
    ومن نصرة الإسلام مجد مؤثل
    فكم كربة ذب الزبير بسيفه
    عن المصطفى والله يعطي فيجزل [ ص: 57 ]
    ثناؤك خير من فعال معاشر وفعلك يا ابن الهاشمية أفضل
     
    أعجب بهذه المشاركة تلميذة الجميع
  12. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى

    [​IMG]

    بسم الله
    مع الحلقة الرابعة من:
    سير أعلام النبلاء
    للإمام الذهبي رحمه الله
    ونستكمل فى الجزء الأول فى سير صحابة رسول الله رضوان الله عليهم
    ومع الصحابي الجليل:
    عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
    ___________________________
    [ ص: 68 ] عبد الرحمن بن عوف ( ع )

    ابن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ، أبو محمد .

    أحد العشرة ، وأحد الستة أهل الشورى ، وأحد السابقين البدريين ، القرشي الزهري . وهو أحد الثمانية الذين بادروا إلى الإسلام .

    له عدة أحاديث .

    روى عنه ابن عباس ، وابن عمر ، وأنس بن مالك ، وبنوه : إبراهيم ، وحميد ، وأبو سلمة ، وعمرو ، ومصعب بنو عبد الرحمن ، ومالك بن أوس ، وطائفة سواهم . له في " الصحيحين " حديثان . وانفرد له البخاري بخمسة [ ص: 69 ] أحاديث . ومجموع ما له في " مسند بقي " خمسة وستون حديثا .

    وكان اسمه في الجاهلية عبد عمرو ، وقيل عبد الكعبة ، فسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن .

    وحدث عنه أيضا من الصحابة : جبير بن مطعم ، وجابر بن عبد الله ، والمسور بن مخرمة ، وعبد الله بن عامر بن ربيعة .

    وقدم الجابية مع عمر فكان على الميمنة ، وكان في نوبة سرغ على الميسرة .

    أخبرنا محمد بن حازم بن حامد ، ومحمد بن علي بن فضل ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن صصرى ، أنبأنا أبو القاسم بن البن الأسدي ( ح ) وأنبأنا محمد بن علي السلمي ، وأحمد بن عبد الرحمن الصوري ، قالا : أنبأنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله التغلبي ، أنبأنا أبو القاسم بن البن ، ونصر بن أحمد السوسي ، قالا : أنبأنا علي بن محمد بن علي الفقيه ، أنبأنا أبو منصور محمد ، وأبو عبد الله أحمد ، أنبأنا الحسين بن سهل بن الصباح ، ببلد في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وأربع مائة ، قالا : حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الإمام ، حدثنا علي بن حرب الطائي ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، سمع بجالة يقول : كنت كاتبا لجزء بن معاوية ، عم الأحنف بن قيس ، فأتانا كتاب عمر قبل موته بسنة ، أن اقتلوا كل ساحر وساحرة ، وفرقوا [ ص: 70 ] بين كل ذي محرم من المجوس ، وانهوهم عن الزمزمة . فقتلنا ثلاث سواحر ، وجعلنا نفرق بين الرجل وحريمته في كتاب الله . وصنع لهم طعاما كثيرا ، ودعا المجوس ، وعرض السيف على فخذه ، وألقى وقر بغل أو بغلين من ورق ، وأكلوا بغير زمزمة . ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس ، حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذها من مجوس هجر .

    هذا حديث غريب مخرج في صحيح البخاري ، وسنن أبي داود ، والنسائي ، والترمذي من طريق سفيان ، فوقع لنا بدلا . ورواه حجاج بن أرطاة عن عمرو مختصرا ، وروى منه أخذ الجزية من المجوس أبو داود عن الثقة ، عن يحيى بن حسان ، عن هشيم ، عن داود بن أبي هند ، عن قشير بن عمرو ، عن بجالة بن عبدة ، عن ابن عباس ، عن ابن عوف .

    أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد العلوي ، أنبأنا محمد بن أحمد القطيعي ، أنبأنا محمد بن عبيد الله المجلد ( ح ) وأنبأنا أحمد بن إسحاق الزاهد ، أنبأنا أبو نصر عمر بن محمد التيمي ، أنبأنا هبة الله بن أحمد الشبلي ، قالا : أنبأنا محمد بن محمد الهاشمي أنبأنا أبو طاهر المخلص ، حدثنا عبد الله البغوي ، حدثنا أبو نصر التمار ، حدثنا القاسم بن فضل الحداني عن النضر بن شيبان قال : قلت لأبي سلمة : حدثني بشيء سمعته من أبيك يحدث به عن [ ص: 71 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : حدثني أبي في شهر رمضان قال :

    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فرض الله عليكم شهر رمضان ، وسننت لكم قيامه ، فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا ، خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه " .

    هذا حديث حسن غريب . أخرجه النسائي ، عن ابن راهويه ، عن النضر بن شميل . وابن ماجه ، عن يحيى بن حكيم ، عن أبي داود الطيالسي . جميعا عن الحداني . قال النسائي : الصواب حديث الزهري عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة .
     
  13. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    أخبرنا محمد بن عبد السلام العصروني أنبأنا عبد المعز بن محمد الهروي ، أنبأنا تميم الجرجاني ، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن النيسابوري ، أنبأنا محمد بن أحمد الحيري ، أنبأنا أحمد بن علي الموصلي ، حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، حدثني مكحول ، عن كريب ، عن ابن عباس قال : جلسنا مع عمر ، فقال : هل [ ص: 72 ] سمعت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا أمر به المرء المسلم إذا سها في صلاته ، كيف يصنع ؟ فقلت : لا والله ، أوما سمعت أنت يا أمير المؤمنين من رسول الله في ذلك شيئا ؟ فقال : لا والله . فبينا نحن في ذلك أتى عبد الرحمن بن عوف فقال : فيم أنتما ؟ فقال عمر : سألته ، فأخبره . فقال له عبد الرحمن : لكني قد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر في ذلك . فقال له عمر : فأنت عندنا عدل ، فماذا سمعت ؟ قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إذا سها أحدكم في صلاته حتى لا يدري أزاد أم نقص ، فإن كان شك في الواحدة والثنتين ، فليجعلها واحدة ، وإذا شك في الثنتين أو الثلاث ، فليجعلها ثنتين ، وإذا شك في الثلاث والأربع ، فليجعلها ثلاثا حتى يكون الوهم في الزيادة ، ثم يسجد سجدتين ، وهو جالس ، قبل أن يسلم ، ثم يسلم " .

    هذا حديث حسن ، صححه الترمذي ، ورواه عن بندار عن محمد بن خالد بن عثمة ، عن إبراهيم بن سعد ، فطريقنا أعلى بدرجة . ورواه الحافظ ابن عساكر في صدر ترجمة ابن عوف وفيه : فقال : فحدثنا ، فأنت عندنا العدل الرضا . [ ص: 73 ] فأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن كانوا عدولا فبعضهم أعدل من بعض وأثبت . فهنا عمر قنع بخبر عبد الرحمن ، وفي قصة الاستئذان يقول : ائت بمن يشهد معك ، وعلي بن أبي طالب يقول : كان إذا حدثني رجل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استحلفته ، وحدثني أبو بكر ، وصدق أبو بكر . فلم يحتج على أن يستحلف الصديق ، والله أعلم .

    [ ص: 74 ] قال المدائني : ولد عبد الرحمن بعد عام الفيل بعشر سنين .

    وقال الزبير : ولد الحارث بن زهرة عبدا ، وعبد الله ، وأمهما قيلة . ومن ولد عبد عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد .

    وكذا نسبه ابن إسحاق ، وابن سعد ، وأسقط البخاري والفسوي عبدا من نسبه ، وقاله قبلهما عروة ، والزهري .

    وقال الهيثم الشاشي وأبو نصر الكلاباذي وغيرهما : عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة .

    وأم عبد الرحمن هي الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة . قاله جماعة . وقال أبو أحمد الحاكم : أمه صفية بنت عبد مناف بن زهرة بن كلاب . ويقال : الشفاء بنت عوف .

    إبراهيم بن سعد : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن عوف قال : كان اسمي عبد عمرو ، فلما أسلمت ، سماني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن .

    إبراهيم بن المنذر : حدثنا عبد العزيز بن أبي ثابت ، عن سعيد بن زياد ، [ ص: 75 ] عن حسن بن عمر ، عن سهلة بنت عاصم قالت : كان عبد الرحمن بن عوف أبيض ، أعين ، أهدب الأشفار ، أقنى ، طويل النابين الأعليين ، ربما أدمى نابه شفته ، له جمة أسفل من أذنيه ، أعنق ، ضخم الكتفين .

    وروى زياد البكائي عن ابن إسحاق قال : كان ساقط الثنيتين ، أهتم ، أعسر ، أعرج . كان أصيب يوم أحد فهتم ، وجرح عشرين جراحة ، بعضها في رجله ، فعرج .

    الواقدي : حدثنا عبد الله بن جعفر ، عن يعقوب بن عتبة قال : وكان عبد الرحمن رجلا طوالا ، حسن الوجه ، رقيق البشرة ، فيه جنأ ، أبيض ، مشربا حمرة ، لا يغير شيبه .
    وقال ابن إسحاق : حدثنا صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه قال : كنا نسير مع عثمان في طريق مكة ، إذ رأى عبد الرحمن بن عوف ، فقال عثمان : ما يستطيع أحد أن يعتد على هذا الشيخ فضلا في الهجرتين جميعا .

    روى نحوه العقدي عن عبد الله بن جعفر ، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن المسور بن مخرمة ، أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد ، وجماعة ، قالوا : أنبأنا عبد الله بن عمر ، أنبأنا أبو الوقت ، أنبأنا أبو الحسن الداودي ، أنبأنا أبو محمد بن حمويه ، أنبأنا إبراهيم بن خزيم ، حدثنا [ ص: 76 ] عبد بن حميد أنبأنا يحيى بن إسحاق ، حدثنا عمارة بن زاذان ، عن ثابت ، عن أنس أن عبد الرحمن بن عوف لما هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخى بينه وبين عثمان ، كذا هذا ، فقال : إن لي حائطين ، فاختر أيهما شئت . قال : بل دلني على السوق ، إلى أن قال : فكثر ماله ، حتى قدمت له سبع مائة راحلة تحمل البر والدقيق والطعام ، فلما دخلت سمع لأهل المدينة رجة ، فبلع عائشة فقالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " عبد الرحمن لا يدخل الجنة إلا حبوا " فلما بلغه قال : يا أمه ، إني أشهدك أنها بأحمالها وأحلاسها في سبيل الله .

    أخرجه أحمد في " مسنده " عن عبد الصمد بن حسان ، عن عمارة وقال : حديث منكر .

    قلت : وفي لفظ أحمد : فقالت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " قد رأيت عبد الرحمن يدخل الجنة حبوا " فقال : إن استطعت لأدخلنها قائما . فجعلها بأقتابها وأحمالها في سبيل الله .

    أخبرنا جماعة ، كتابة ، عن أبي الفرج بن الجوزي ، وأجاز لنا ابن علان وغيره ، أنبأنا الكندي ، قالا : أنبأنا أبو منصور القزاز ، أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا ابن المذهب ، أنبأنا القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدثنا هذيل بن ميمون ، عن مطرح بن يزيد ، عن عبيد الله بن زحر ، عن علي بن يزيد ، [ ص: 77 ] عن القاسم ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " دخلت الجنة فسمعت خشفة ، فقلت : ما هذا ؟ قيل : بلال . إلى أن قال : فاستبطأت عبد الرحمن بن عوف ، ثم جاء بعد الإياس . فقلت : عبد الرحمن ؟ فقال : بأبي وأمي يا رسول الله ، ما خلصت إليك حتى ظننت أني لا أنظر إليك أبدا . قال : وما ذاك ؟ قال : من كثرة مالي أحاسب ، وأمحص " .

    إسناده واه . وأما الذي قبله فتفرد به عمارة ، وفيه لين ، قال أبو حاتم : يكتب حديثه وقال ابن معين : صالح . وقال ابن عدي : عندي لا بأس به . قلت : لم يحتج به النسائي .
     
  14. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    وبكل حال فلو تأخر عبد الرحمن عن رفاقه للحساب ، ودخل الجنة حبوا على سبيل الاستعارة ، وضرب المثل ، فإن منزلته في الجنة ليست بدون منزلة [ ص: 78 ] علي والزبير ، رضي الله عن الكل .

    ومن مناقبه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - شهد له بالجنة ، وأنه من أهل بدر الذين قيل لهم اعملوا ما شئتم ومن أهل هذه الآية : لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة وقد صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وراءه . [ ص: 79 ] أحمد في " المسند " : حدثنا إسماعيل ، حدثنا أيوب ، عن محمد ، عن عمرو بن وهب الثقفي قال : كنا مع المغيرة بن شعبة ، فسئل : هل أم النبي - صلى الله عليه وسلم - أحد من هذه الأمة غير أبي بكر ؟ فقال : نعم . فذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ ، ومسح على خفيه وعمامته ، وأنه صلى خلف عبد الرحمن بن عوف ، وأنا معه ، ركعة من الصبح ، وقضينا الركعة التي سبقنا .

    ولحميد الطويل نحوه عن بكر بن عبد الله ، عن حمزة بن المغيرة ، عن أبيه .

    إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتهى إلى عبد الرحمن بن عوف وهو يصلي بالناس ، فأراد عبد الرحمن أن يتأخر ، فأومأ إليه : أن مكانك ، فصلى وصلى رسول الله بصلاة عبد الرحمن . [ ص: 80 ] وروى الإمام أحمد في " المسند " عن الهيثم بن خارجة ، عن رشدين ، عن عبد الله بن الوليد ، سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه بنحوه .

    هشام : عن قتادة ، عن الحسن ، عن المغيرة بن شعبة ، بمثل هذا . ورواه زرارة بن أوفى ، عن المغيرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى خلف عبد الرحمن بن عوف ، وجاء عن خليد بن دعلج ، عن الحسن ، عن المغيرة . والحسن مدلس لم يسمع من المغيرة .

    عيسى بن يونس : عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عبد الرحمن بن عوف في سرية وعقد له اللواء بيده .

    عثمان ضعيف ، لكن روى نحوه أبو ضمرة ، عن نافع بن عبد الله ، عن فروة بن قيس ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عمر .

    معمر : عن قتادة : الذين يلمزون المطوعين قال : تصدق عبد الرحمن بن عوف بشطر ماله أربعة آلاف دينار . فقال أناس من المنافقين : إن عبد الرحمن لعظيم الرياء .
    [ ص: 81 ] وقال ابن المبارك : أنبأنا معمر ، عن الزهري قال : تصدق ابن عوف على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشطر ماله أربعة آلاف ، ثم تصدق بأربعين ألف دينار ، وحمل على خمس مائة فرس في سبيل الله ، ثم حمل على خمس مائة راحلة في سبيل الله . وكان عامة ماله من التجارة . أخرجه في " الزهد " له .

    سليمان بن بنت شرحبيل : أنبأنا خالد بن يزيد بن أبي مالك ، عن أبيه ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يا ابن عوف ، إنك من الأغنياء ، ولن تدخل الجنة إلا زحفا ، فأقرض الله تعالى ، يطلق لك قدميك . قال : فما أقرض يا رسول الله ؟ فأرسل إليه : أتاني جبريل فقال : مره ، فليضف الضيف ، وليعط في النائبة ، وليطعم المسكين " .

    خالد بن الحارث وغيره : قالا : حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبيه قال : رأيت الجنة ، وأني دخلتها حبوا ، ورأيت أنه لا يدخلها إلا الفقراء .

    قلت : إسناده حسن فهو وغيره منام ، والمنام له تأويل . وقد انتفع ابن عوف - رضي الله عنه - بما رأى ، وبما بلغه ، حتى تصدق بأموال عظيمة ، أطلقت [ ص: 82 ] له - ولله الحمد - قدميه ، وصار من ورثة الفردوس ، فلا ضير .

    أنبأنا ابن أبي عمر ، أنبأنا حنبل ، أنبأنا ابن الحصين ، حدثنا ابن المذهب حدثنا أبو بكر ، حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا الأعمش ، عن شقيق قال : دخل عبد الرحمن على أم سلمة ، فقال : يا أم المؤمنين ، إني أخشى أن أكون قد هلكت ، إني من أكثر قريش مالا ، بعت أرضا لي بأربعين ألف دينار . قالت : يا بني ، أنفق ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن من أصحابي من لن يراني بعد أن أفارقه " فأتيت عمر فأخبرته . فأتاها ، فقال : بالله ، أنا منهم ؟ قالت : اللهم لا ، ولن أبرئ أحدا بعدك .

    رواه أيضا أحمد ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش فقال : عن شقيق ، عن أم سلمة .

    زائدة : عن عاصم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : كان بين خالد وعبد الرحمن بن عوف شيء ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " دعوا لي أصحابي أو أصيحابي ; فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا لم يدرك مد أحدهم ولا نصيفه " .

    [ ص: 83 ] وأما الأعمش فرواه عن أبي صالح ، عن أبي سعيد الخدري وفي الباب حديث زهير بن معاوية عن حميد ، عن أنس .

    أبو إسماعيل المؤدب ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي عن ابن أبي أوفى قال : شكا عبد الرحمن بن عوف خالدا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " يا خالد ، لا تؤذ رجلا من أهل بدر ; فلو أنفقت مثل أحد ذهبا ، لم تدرك عمله " . قال : يقعون في فأرد عليهم . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا تؤذوا خالدا ; فإنه سيف من سيوف الله ، صبه الله على الكفار " .

    لم يروه عن المؤدب سوى الربيع بن ثعلب . وقد روى نحوه جرير بن حازم ، عن الحسن مرسلا .

    شعبة : أنبأنا حصين ، سمعت هلال بن يساف يحدث عن عبد الله بن ظالم المازني ، عن سعيد بن زيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان على حراء ومعه أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزبير ، وسعد ، وعبد الرحمن بن عوف [ ص: 84 ] فقال : " اثبت حراء; فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد " .

    وذكر سعيد أنه كان معهم . وكذا رواه جرير ، وهشيم ، وأبو الأحوص ، والأبار ، عن حصين .

    وأخرجه أرباب السنن الأربعة من طريق شعبة وجماعة كذلك ، ورواه ابن إدريس ووكيع ، عن سفيان ، عن منصور عن هلال بن يساف . قال أبو داود : ورواه الأشجعي عن سفيان ، عن منصور ، فقال : عن هلال عن ابن حيان ، عن عبد الله بن ظالم ، عن سعيد ، تابعه قاسم الجرمي عن سفيان ، وصححه الترمذي . وجاء عن سفيان ، عن منصور وحصين ، عن هلال عن سعيد نفسه .
     
  15. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    أبو قلابة الرقاشي : حدثنا عمر بن أيوب ، حدثنا محمد بن معن الغفاري ، حدثنا مجمع بن يعقوب ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مجمع أن عمر قال لأم كلثوم بنت عقبة ، امرأة عبد الرحمن بن عوف : أقال لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " انكحي سيد المسلمين عبد الرحمن بن عوف ؟ " قالت : نعم . [ ص: 85 ] علي بن المديني : حدثني سفيان ، عن ابن أبي نجيح أن عمر سأل أم كلثوم بنحوه . ويروى من وجهين عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أمه أم كلثوم نحوه .

    معمر : عن الزهري : حدثني عبيد الله بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطى رهطا فيهم عبد الرحمن بن عوف ، فلم يعطه . فخرج يبكي . فلقيه عمر فقال : ما يبكيك ؟ فذكر له ، وقال : أخشى أن يكون منعه موجدة وجدها علي . فأبلغ عمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " لكني وكلته إلى إيمانه " .

    قريش بن أنس : عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " خياركم خياركم لنسائي " فأوصى لهن عبد الرحمن بحديقة ، قومت بأربع مائة ألف .

    قال عبد الله بن جعفر الزهري : حدثتنا أم بكر بنت المسور ، أن عبد الرحمن باع أرضا له من عثمان بأربعين ألف دينار ، فقسمه في فقراء بني زهرة ، [ ص: 86 ] وفي المهاجرين ، وأمهات المؤمنين . قال المسور : فأتيت عائشة بنصيبها ، فقالت : من أرسل بهذا ؟ قلت : عبد الرحمن . قالت : أما إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لا يحنو عليكن بعدي إلا الصابرون " ، سقى الله ابن عوف من سلسبيل الجنة .

    أخرجه أحمد في " مسنده " .

    علي بن ثابت الجزري : عن الوازع ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، قالت : جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه في مرضه ، فقال : " سيحفظني فيكن الصابرون الصادقون " .

    ومن أفضل أعمال عبد الرحمن عزله نفسه من الأمر وقت الشورى ، واختياره للأمة من أشار به أهل الحل والعقد ، فنهض في ذلك أتم نهوض على جمع الأمة على عثمان ، ولو كان محابيا فيها ، لأخذها لنفسه ، أو لولاها ابن عمه وأقرب الجماعة إليه سعد بن أبي وقاص .

    ويروى عن عبد الله بن نيار الأسلمي عن أبيه قال : كان عبد الرحمن بن عوف ممن يفتي في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأبي بكر ، وعمر بما سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم .

    [ ص: 87 ] قال يزيد بن هارون : حدثنا أبو المعلى الجزري ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عمر ، أن عبد الرحمن قال لأهل الشورى : هل لكم أن أختار لكم وأنفصل منها ؟ قال علي : نعم . أنا أول من رضي ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إنك أمين في أهل السماء ، أمين في أهل الأرض " .

    أخرجه الشاشي في " مسنده " ، وأبو المعلى ضعيف .

    ذكر مجالد ، عن الشعبي أن عبد الرحمن بن عوف حج بالمسلمين في سنة ثلاث عشرة .

    جويرية بن أسماء : عن مالك ، ‌عن الزهري ، عن سعيد أن سعيد بن أبي وقاص أرسل إلى عبد الرحمن رجلا وهو قائم يخطب : أن ارفع رأسك إلى أمر الناس . أي ادع إلى نفسك . فقال عبد الرحمن : ثكلتك أمك! إنه لن يلي هذا الأمر أحد بعد عمر إلا لامه الناس .

    تابعه أبو أويس عبد الله ، عن الزهري .

    ابن سعد : أنبأنا عبد العزيز الأويسي ، حدثنا عبد الله بن جعفر ، عن أم بكر ، عن أبيها المسور قال : لما [ ص: 88 ] ولي عبد الرحمن بن عوف الشورى كان أحب الناس إلي أن يليه ، فإن ترك ، فسعد . فلحقني عمرو بن العاص فقال : ما ظن خالك عبد الرحمن بالله ، إن ولى هذا الأمر أحدا ، وهو يعلم أنه خير منه ؟ فأتيت عبد الرحمن فذكرت ذلك له . فقال : والله لأن تؤخذ مدية ، فتوضع في حلقي ، ثم ينفذ بها إلى الجانب الآخر أحب إلي من ذلك .

    ابن وهب : حدثنا ابن لهيعة ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي عبيد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر ، عن أبيه ، عن جده أن عثمان اشتكى رعافا ، فدعا حمران ، فقال : اكتب لعبد الرحمن العهد من بعدي ، فكتب له ، وانطلق حمران إلى عبد الرحمن ، فقال : البشرى ! قال : وما ذاك ؟ قال : إن عثمان قد كتب لك العهد من بعده . فقام بين القبر والمنبر ، فدعا ، فقال : اللهم إن كان من تولية عثمان إياي هذا الأمر ، فأمتني قبله . فلم يمكث إلا ستة أشهر حتى قبضه الله .

    يعقوب بن محمد الزهري : حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز ، عن رجل ، عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال : كان أهل المدينة عيالا على عبد الرحمن بن عوف : ثلث يقرضهم ماله ، وثلث يقضي دينهم ، ويصل ثلثا .

    مبارك بن فضالة : عن علي بن زيد ، عن ابن المسيب قال : كان بين طلحة وابن عوف تباعد . فمرض طلحة ، فجاء عبد الرحمن يعوده ، فقال طلحة : [ ص: 89 ] أنت والله يا أخي خير مني . قال : لا تفعل يا أخي ، قال : بلى والله ؛ لأنك لو مرضت ما عدتك .

    ضمرة بن ربيعة : عن سعد بن الحسن قال : كان عبد الرحمن بن عوف لا يعرف من بين عبيده .

    شعيب بن أبي حمزة : عن الزهري ، حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن ، قال : غشي على عبد الرحمن بن عوف في وجعه حتى ظنوا أنه قد فاضت نفسه ، حتى قاموا من عنده ، وجللوه . فأفاق يكبر ، فكبر أهل البيت ، ثم قال لهم : غشي علي آنفا ؟ قالوا : نعم . قال : صدقتم ، انطلق بي في غشيتي رجلان أجد فيهما شدة وفظاظة ، فقالا : انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين ، فانطلقا بي حتى لقيا رجلا ، قال : أين تذهبان بهذا ؟ قالا : نحاكمه إلى العزيز الأمين . فقال : ارجعا ، فإنه من الذين كتب الله لهم السعادة والمغفرة وهم في بطون أمهاتهم ، وإنه سيمتع به بنوه إلى ما شاء الله ، فعاش بعد ذلك شهرا . [ ص: 90 ]

    رواه الزبيدي وجماعة عن الزهري ، ورواه سعد بن إبراهيم عن أبيه .
     
  16. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    ابن لهيعة : عن أبي الأسود ، عن عروة أن عبد الرحمن بن عوف أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله ، فكان الرجل يعطى منها ألف دينار .

    وعن الزهري أن عبد الرحمن أوصى للبدريين ، فوجدوا مائة ، فأعطى كل واحد منهم أربع مائة دينار ، فكان منهم عثمان ، فأخذها .

    وبإسناد آخر ، عن الزهري : أن عبد الرحمن أوصى بألف فرس في سبيل الله .

    قال إبراهيم بن سعد : عن أبيه عن جده : سمع عليا يقول يوم مات عبد الرحمن بن عوف : اذهب يا ابن عوف ، فقد أدركت صفوها وسبقت رنقها .

    الرنق : الكدر .

    قال سعد بن إبراهيم ، عن أبيه قال : رأيت سعدا في جنازة عبد الرحمن بن عوف ، وهو بين يدي السرير ، وهو يقول : واجبلاه ! .

    رواه جماعة عن سعد .

    معمر : عن ثابت ، عن أنس قال : رأيت عبد الرحمن بن عوف ، قسم لكل امرأة من نسائه بعد موته مائة ألف . [ ص: 91 ] وروى هشام عن ابن سيرين قال : اقتسمن ثمنهن ثلاث مائة ألف وعشرين ألفا .

    وروى نحوه ليث بن أبي مسلم ، عن مجاهد ، وقد استوفى صاحب " تاريخ دمشق " أخبار عبد الرحمن في أربعة كراريس .

    ولما هاجر إلى المدينة كان فقيرا لا شيء له ، فآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين سعد بن الربيع أحد النقباء ، فعرض عليه أن يشاطره نعمته ، وأن يطلق له أحسن زوجتيه ، فقال له : بارك الله لك في أهلك ومالك ، ولكن دلني على السوق . فذهب ، فباع واشترى ، وربح ، ثم لم ينشب أن صار معه دراهم ، فتزوج امرأة على زنة نواة من ذهب ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقد رأى عليه أثرا من صفرة : " أولم ولو بشاة " ثم آل أمره في التجارة إلى ما آل .

    [ ص: 92 ] أرخ المدائني ، والهيثم بن عدي وجماعة وفاته في سنة اثنتين وثلاثين ، وقال المدائني : ودفن بالبقيع ، وقال يعقوب بن المغيرة : عاش خمسا وسبعين سنة .

    قال ، أبو عمر بن عبد البر : كان مجدودا في التجارة . خلف ألف بعير ، وثلاثة آلاف شاة ، ومائة فرس . وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحا .

    قلت : هذا هو الغني الشاكر ، وأويس فقير صابر ، وأبو ذر أو أبو عبيدة زاهد عفيف .

    حسين الجعفي : عن جعفر بن برقان قال : بلغني أن عبد الرحمن بن عوف أعتق ثلاثين ألف بيت .
     
  17. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    بسم الله
    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
    مع الحلقة الخامسة من سلسلة :
    سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله
    ومازلنا مع الكتاب الأول ( الصحابة رضوان الله عليهم)
    ولقاءنا اليوم مع الصحابي الجليل:
    سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:
    [​IMG]
    سعد بن أبي وقاص ( ع )

    واسم أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي . [ ص: 93 ] الأمير أبو إسحاق القرشي الزهري المكي . أحد العشرة ، وأحد السابقين الأولين ، وأحد من شهد بدرا والحديبية ، وأحد الستة أهل الشورى .

    روى جملة صالحة من الحديث ، وله في " الصحيحين " خمسة عشر حديثا ، وانفرد له البخاري بخمسة أحاديث ، ومسلم بثمانية عشر حديثا .

    حدث عنه ابن عمر ، وعائشة ، وابن عباس ، والسائب بن يزيد ، وبنوه : عامر ، وعمر ، ومحمد ومصعب ، وإبراهيم ، وعائشة ، وقيس بن أبي حازم ، وسعيد بن المسيب ، وأبو عثمان النهدي ، وعمرو بن ميمون ، والأحنف بن قيس ، وعلقمة بن قيس ، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، ومجاهد ، وشريح بن عبيد الحمصي ، وأيمن المكي ، وبشر بن سعيد ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو صالح ذكوان ، وعروة بن الزبير ، وخلق سواهم .

    أخبرنا محمد بن عبد السلام بن المطهر التميمي ، أنبأنا عبد المعز بن محمد ، في كتابه ، أنبأنا تميم بن أبي سعيد ، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن ، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي ، حدثنا علي بن الجعد ، أنبأنا شعبة ، عن أبي عون : سمعت جابر بن سمرة قال : قال عمر لسعد : قد [ ص: 94 ] شكوك في كل شيء حتى في الصلاة . قال : أما أنا ، فإني أمد في الأوليين وأحذف في الأخريين ، وما آلو ما اقتديت به من صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : ذاك الظن بك ، أو كذاك الظن بك .

    أبو عون الثقفي . هو محمد بن عبيد الله ، متفق عليه .

    وبه إلى أبي يعلى ، حدثنا زهير ، حدثنا إسماعيل بن عمر ، حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعد ، حدثني والدي ، عن أبيه قال : مررت بعثمان في المسجد ، فسلمت عليه ، فملأ عينيه مني ثم لم يرد علي السلام . فأتيت عمر ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، هل حدث في الإسلام شيء ؟ قال : وما ذاك ؟ قلت : إني مررت بعثمان آنفا ، فسلمت ، فلم يرد علي . فأرسل عمر إلى عثمان ، فأتاه ، فقال : ما يمنعك أن تكون رددت على أخيك السلام ؟ قال : ما فعلت . قلت : بلى ، حتى حلف وحلفت ، ثم إنه ذكر فقال : بلى ، فأستغفر الله وأتوب إليه ، إنك مررت بي آنفا ، وأنا أحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا والله ما ذكرتها قط إلا يغشى بصري وقلبي غشاوة . فقال سعد : فأنا أنبئك بها . إن رسول الله ، ذكر لنا أول دعوة ، ثم جاءه أعرابي فشغله ، ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاتبعته ، فلما [ ص: 95 ] أشفقت أن يسبقني إلى منزله ، ضربت بقدمي الأرض ، فالتفت إلي ، فالتفت ، فقال : " أبو إسحاق ؟ قلت : نعم يا رسول الله . قال : فمه ؟ قلت لا والله ، إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة ثم جاء هذا الأعرابي . فقال : نعم ، دعوة ذي النون : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنها لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له " .

    أخرجه الترمذي من طريق الفريابي ، عن يونس .

    ابن وهب : حدثني أسامة بن زيد الليثي ، حدثني ابن شهاب أن عبد الرحمن بن المسور قال : خرجت مع أبي ، وسعد ، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث عام أذرح . فوقع الوجع بالشام ، فأقمنا بسرغ خمسين ليلة ، ودخل علينا رمضان ، فصام المسور وعبد الرحمن ، وأفطر سعد وأبى أن يصوم ، فقلت له : يا أبا إسحاق ، أنت صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وشهدت بدرا ، وأنت تفطر وهما صائمان ؟ قال : أنا أفقه منهما .

    ابن جريج : حدثني زكريا بن عمرو أن سعد بن أبي وقاص وفد على [ ص: 96 ] معاوية ، فأقام عنده شهرا يقصر الصلاة ، وجاء شهر رمضان ، فأفطره . منقطع .

    شعبة وغيره : عن حبيب بن أبي ثابت سمعت عبد الرحمن بن المسور قال : كنا في قرية من قرى الشام يقال لها عمان ، ويصلي سعد ركعتين ، فسألناه ، فقال : إنا نحن أعلم .

    ابن عيينة ، عن عمرو قال : شهد سعد وابن عمر الحكمين .

    ابن عيينة ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن سعد : قلت : يا رسول الله ، من أنا ؟ قال : سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة ، من قال غير هذا ، فعليه لعنة الله .

    قال ابن سعد : وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف .

    قال ابن منده : أسلم سعد ابن سبع عشرة سنة . وكان قصيرا ، دحداحا ، [ ص: 97 ] شثن الأصابع ، غليظا ، ذا هامة . توفي بالعقيق في قصره ، على سبعة أميال من المدينة . وحمل إليها سنة خمس وخمسين .

    الواقدي : عن بكير بن مسمار عن عائشة بنت سعد قالت : كان أبي رجلا قصيرا ، دحداحا ، غليظا ، ذا هامة ، شثن الأصابع ، أشعر ، يخضب بالسواد .

    وعن إسماعيل بن محمد بن سعد قال : كان سعد جعد الشعر ، أشعر الجسد ، آدم ، أفطس ، طويلا .

    يعقوب بن محمد الزهري : أنبأنا إسحاق بن جعفر ، وعبد العزيز بن عمران ، عن عبد الله بن جعفر بن المسور ، عن إسماعيل بن محمد بن سعد ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه قال : رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمير بن أبي وقاص عن بدر ، استصغره ، فبكى عمير ، فأجازه ، فعقدت عليه حمالة سيفه ، ولقد شهدت بدرا وما في وجهي شعرة واحدة أمسحها بيدي .

    جماعة : عن هاشم بن هاشم ، عن سعيد بن المسيب ، سمعت سعدا [ ص: 98 ] يقول : ما أسلم أحد في اليوم الذي أسلمت ، ولقد مكثت سبع ليال وإني لثلث الإسلام .

    وقال يوسف بن الماجشون : سمعت عائشة بنت سعد تقول : مكث أبي يوما إلى الليل وإنه لثلث الإسلام .
     
  18. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    إسماعيل بن أبي خالد : عن قيس قال : قال سعد بن مالك : ما جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبويه لأحد قبلي . ولقد رأيته ليقول لي : " يا سعد ، ارم فداك أبي وأمي " . وإني لأول المسلمين رمى المشركين بسهم . ولقد رأيتني مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سابع سبعة ما لنا طعام إلا ورق السمر ، حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ، ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام ، لقد خبت إذا وضل سعيي .

    متفق عليه ، رواه جماعة عن إسماعيل .

    وروى المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن : أول من رمى بسهم في [ ص: 99 ] سبيل الله سعد ، وإنه من أخوال النبي - صلى الله عليه وسلم .

    حاتم بن إسماعيل : عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع له أبويه . قال : كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين . فقال رسول الله : " ارم فداك أبي وأمي " . فنزعت بسهم ليس فيه نصل ، فأصبت جبهته ، فوقع وانكشفت عورته ، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه .

    عبد الله بن مصعب : حدثنا موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب قال : قتل سعد يوم أحد بسهم رمي به ، فقتل ، فرد عليهم فرموا به ، فأخذه سعد ، فرمى به الثانية ، فقتل ، فرد عليهم ، فرمى به الثالثة ، فقتل ، فعجب الناس مما فعل . إسناده منقطع .

    ابن إسحاق : حدثني صالح بن كيسان ، عن بعض آل سعد ، عن سعد : أنه رمى يوم أحد ، قال : فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يناولني النبل ويقول : " ارم فداك أبي وأمي " . حتى إنه ليناولني السهم ما له من نصل ، فأرمي به .

    [ ص: 100 ] قال ابن المسيب : كان جيد الرمي ، سمعته يقول : جمع لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبويه يوم أحد .

    أخرجه البخاري . وقد ساقه الحافظ ابن عساكر من بضعة عشر وجها . وساق حديث ابن أبي خالد عن قيس من سبعة عشر طريقا بألفاظها ، وبمثل هذا كبر تاريخه . وساق حديث عبد الله بن شداد عن علي : ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع أبويه لأحد غير سعد ، من ستة عشر وجها . رواه مسعر وشعبة وسفيان ، عن سعد بن إبراهيم ، عنه .

    ابن عيينة : عن يحيى بن سعيد ، عن ابن المسيب قال : قال علي : ما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يجمع أبويه لأحد غير سعد .

    تفرد به ابن عيينة ، وقد رواه شعبة وزائدة ، وغيرهما عن يحيى بن سعيد ، عن سعد ، وهو أصح . [ ص: 101 ] ابن زنجويه : حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر عن أيوب ، عن عائشة بنت سعد ، سمعتها تقول : أنا ابنة المهاجر الذي فداه رسول الله يوم أحد بالأبوين .

    الأعمش : عن إبراهيم ، قال : عبد الله بن مسعود : لقد رأيت سعدا يقاتل يوم بدر قتال الفارس في الرجال . رواه بعضهم عن الأعمش فقال : عن إبراهيم ، عن علقمة .

    يونس بن بكير : عن عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي ، عن الزهري قال : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية فيها سعد بن أبي وقاص إلى جانب من الحجاز يدعى رابغ ، وهو من جانب الجحفة . فانكفأ المشركون على المسلمين ، فحماهم سعد يومئذ بسهامه ، فكان هذا أول قتال في الإسلام ، فقال سعد :

    ألا هل أتى رسول الله أني حميت صحابتي بصدور نبلي فما يعتد رام في عدو
    بسهم يا رسول الله قبلي
    وفي البخاري لمروان بن معاوية : أخبرني هاشم بن هاشم ، سمعت سعيد بن المسيب ، سمعت سعدا يقول : نثل لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنانته يوم أحد وقال : " ارم ، فداك أبي وأمي " . [ ص: 102 ] أنبأنا به أحمد بن سلامة ، عن ابن كليب ، أنبأنا ابن بيان ، أنبأنا ابن مخلد ، أخبرنا إسماعيل الصفار ، حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا مروان فذكره .

    القعنبي وخالد بن مخلد قالا : حدثنا سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، عن عائشة قالت : أرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة ، فقال : " ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة " . قالت : فسمعنا صوت السلاح ، فقال رسول الله : من هذا ؟ قال سعد بن أبي وقاص : أنا يا رسول الله جئت أحرسك ، فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى سمعت غطيطه .
    أبو بكر الحنفي عبد الكبير : حدثنا بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد أن أباه سعدا ، كان في غنم له ، فجاء ابنه عمر ، فلما رآه قال : أعوذ بالله من شر هذا الراكب ، فلما انتهى إليه ، قال : يا أبة أرضيت أن تكون أعرابيا في غنمك ، والناس يتنازعون في الملك بالمدينة ، فضرب صدر عمر ، وقال : اسكت ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن الله - عز وجل - يحب العبد التقي الغني الخفي " .

    روح والأنصاري ، واللفظ له : أنبأنا ابن عون ، عن محمد بن محمد بن الأسود ، عن عامر بن سعد قال : قال سعد : لقد رأيت رسول الله [ ص: 103 ] - صلى الله عليه وسلم - ضحك يوم الخندق ، حتى بدت نواجذه . كان رجل معه ترس ، وكان سعد راميا ، فجعل يقول كذا يحوي بالترس ، ويغطي جبهته . فنزع له سعد بسهم ، فلما رفع رأسه ، رماه فلم يخط هذه منه - يعني جبهته - فانقلب وأشال برجله ، فضحك رسول الله من فعله حتى بدت نواجذه .

    يحيى القطان وجماعة : عن صدقة بن المثنى ، حدثني جدي رياح بن الحارث ، أن المغيرة كان في المسجد الأكبر ، وعنده أهل الكوفة ، فجاء رجل من أهل الكوفة فاستقبل المغيرة ، فسب ، وسب ، فقال سعيد بن زيد : من يسب هذا يا مغيرة ؟ قال : يسب علي بن أبي طالب ، قال : يا مغير بن شعيب ، يا مغير بن شعيب ، ألا تسمع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسبون عندك ، ولا تنكر ولا تغير ؟ فأنا أشهد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما سمعت أذناي ، ووعاه قلبي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإني لم أكن أروي عنه كذبا ، إنه قال : " أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعلي في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ، وعبد الرحمن في الجنة ، وسعد بن مالك في الجنة . وتاسع المؤمنين في الجنة " ، ولو شئت أن أسميه لسميته ، فضج أهل المسجد يناشدونه : يا صاحب رسول الله ، من التاسع ؟ قال : ناشدتموني بالله والله عظيم ، أنا هو ، والعاشر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، والله لمشهد شهده رجل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل من عمل أحدكم ، ولو عمر ما عمر نوح .

    [ ص: 104 ] أخرجه أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، من طريق صدقة .

    شعبة : عن الحر : سمعت رجلا يقال له عبد الرحمن بن الأخنس قال : خطب المغيرة بن شعبة فنال من علي ، فقام سعيد بن زيد فقال : ما تريد إلى هذا . أشهد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقال : " عشرة في الجنة : رسول الله في الجنة ، وأبو بكر في الجنة " . . . الحديث .

    الحر هو ابن الصياح .

    عبد الواحد بن زياد : عن الحسن بن عبيد الله ، حدثنا الحر ، بنحوه .
     
  19. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    ابن أبي فديك : حدثنا موسى بن يعقوب . عن عمر بن سعيد بن سريج أن عبد الرحمن بن حميد حدثه ، عن أبيه حميد بن عبد الرحمن ، حدثني سعيد بن زيد في نفر ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " عشرة في الجنة : أبو بكر في الجنة ، وسمى فيهم أبا عبيدة " . [ ص: 105 ] ابن عيينة : عن سعير بن الخمس عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ابن عمر : قال رسول الله : عشرة من قريش في الجنة ، أبو بكر ، ثم سمى العشرة .

    أخبرنا ابن أبي عمر وجماعة ، إذنا ، قالوا : أنبأنا حنبل ، أنبأنا هبة الله ، أنبأنا ابن المذهب ، حدثنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ، عن حصين ، عن هلال بن يساف ، عن عبد الله بن ظالم قال : خطب المغيرة فنال من علي ، فخرج سعيد بن زيد فقال : ألا تعجب من هذا يسب عليا ، أشهد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا كنا على حراء أو أحد ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اثبت حراء أو أحد فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد " . فسمى النبي وأبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليا ، وطلحة ، والزبير ، وسعدا ، وعبد الرحمن ، وسمى سعيد نفسه ، رضوان الله عليهم . وله طرق .

    ومنها : عاصم بن علي : حدثنا محمد بن طلحة ، عن أبيه ، عن هلال بن [ ص: 106 ] يساف ، عن سعيد نفسه ، وقال : اسكن حراء .

    أخبرنا ابن أبي الخير ، أنبأنا عبد الغني الحافظ ، في كتابه إلينا ، أنبأنا المبارك بن المبارك السمسار ، أنبأنا النعالي ، أنبأنا أبو القاسم بن المنذر ، أنبأنا إسماعيل الصفار ، حدثنا الدقيقي ، حدثنا يونس بن محمد ، حدثنا الليث ، عن يزيد بن الهاد ، عن أبي بكر بن حزم قال : جاءت أروى بنت أويس إلى محمد بن عمرو بن حزم فقالت : إن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قد بنى ضفيرة في حقي ، فأته ، فكلمه ، فوالله لإن لم يفعل ، لأصيحن به في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال لها : لا تؤذي صاحب رسول الله ; ما كان ليظلمك ، ما كان ليأخذ لك حقا . فخرجت .

    فجاءت عمارة بن عمرو وعبد الله بن سلمة ، فقالت لهما : ائتيا سعيد بن زيد ، فإنه قد ظلمني ، وبنى ضفيرة في حقي ، فوالله لإن لم ينزع ، لأصيحن به في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فخرجا حتى أتياه في أرضه بالعقيق ، فقال لهما : ما أتى بكما ؟ قالا : جاء بنا أروى ، زعمت أنك بنيت ضفيرة في حقها ، وحلفت بالله لإن لم تنزع لتصيحن بك في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأحببنا أن نأتيك ، ونذكرك بذلك . فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من أخذ شبرا من الأرض بغير حق ، طوقه يوم القيامة من سبع أرضين " لتأتين ، فلتأخذ ما كان لها من حق ، اللهم إن كانت كذبت علي ، فلا تمتها حتى تعمي بصرها ، وتجعل منيتها فيها . ارجعوا فأخبروها بذلك ، فجاءت ، فهدمت الضفيرة ، وبنت بيتا ، فلم تمكث إلا قليلا حتى [ ص: 107 ] عميت ، وكانت تقوم من الليل ، ومعها جارية تقودها ، فقامت ليلة ، ولم توقظ الجارية ، فسقطت في البئر ، فماتت .

    هذا يؤخر إلى ترجمة سعيد بن زيد .

    أحمد في " مسنده " حدثنا سليمان بن داود الهاشمي ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن جده ، عن سعد قال : رأيت رجلين عن يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويساره يوم أحد ، عليهما ثياب بيض ، يقاتلان عنه كأشد القتال ، ما رأيتهما قبل ولا بعد .

    الثوري : عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن ابن مسعود قال : اشتركت أنا ، وسعد ، وعمار ، يوم بدر فيما أصبنا من الغنيمة ، فجاء [ ص: 108 ] سعد بأسيرين ، ولم أجئ أنا وعمار بشيء .

    شريك : عن أبي إسحاق قال : أشد الصحابة أربعة : عمر ، وعلي ، والزبير ، وسعد .

    أبو يعلى في " مسنده " حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا عبد الله بن قيس الرقاشي ، حدثنا أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : كنا جلوسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يدخل عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة " . فطلع سعد بن أبي وقاص .

    رشدين بن سعد عن الحجاج بن شداد ، عن أبي صالح الغفاري ، عن عبد الله بن عمرو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " أول من يدخل من هذا الباب رجل من أهل الجنة " . فدخل سعد بن أبي وقاص . [ ص: 109 ] ابن وهب : أخبرني حيوة ، أخبرنا عقيل ، عن ابن شهاب ، حدثني من لا أتهم ، عن أنس قال : بينا نحن جلوس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " . فاطلع سعد .

    الثوري ، عن المقدام بن شريح ، عن أبيه ، عن سعد ولا تطرد الذين يدعون ربهم قال : نزلت في ستة أنا وابن مسعود منهم .

    مسلمة بن علقمة : حدثنا داود بن أبي هند ، عن أبي عثمان أن سعدا قال : نزلت هذه الآية في وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما قال : كنت برا بأمي ، فلما أسلمت ، قالت : يا سعد ، ما هذا الدين الذي قد أحدثت ؟ لتدعن دينك هذا ، أو لا آكل ، ولا أشرب ، حتى أموت ، فتعير بي ، فيقال : يا قاتل أمه ، قلت : لا تفعلي يا أمه ، إني لا أدع ديني هذا لشيء ، فمكثت يوما لا تأكل ولا تشرب وليلة ، وأصبحت وقد جهدت ، فلما رأيت ذلك ، قلت : يا أمه ، تعلمين والله لو كان لك مائة نفس ، فخرجت نفسا نفسا ، ما تركت ديني . إن شئت فكلي أو لا تأكلي . [ ص: 110 ] فلما رأت ذلك أكلت .

    رواه أبو يعلى في " مسنده . "

    مجالد : عن الشعبي ، عن جابر قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أقبل سعد بن مالك فقال رسول الله : " هذا خالي ، فليرني امرؤ خاله " .

    قلت : لأن أم النبي - صلى الله عليه وسلم - زهرية ، وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف ، ابنة عم أبي وقاص .

    يحيى القطان عن الجعد بن أوس ، حدثتني عائشة بنت سعد قالت : قال سعد : اشتكيت بمكة ، فدخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعودني ، فمسح وجهي وصدري وبطني ، وقال : " اللهم اشف سعدا " فما زلت يخيل إلي أني أجد برد يده - صلى الله عليه وسلم - على كبدي حتى الساعة .

    [ ص: 111 ] أخرجه البخاري والنسائي .

    أحمد في " مسنده " : حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا معان بن رفاعة ، حدثني علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال : جلسنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرنا ، ورققنا . فبكى سعد بن أبي وقاص ، فأكثر البكاء . فقال : يا ليتني مت . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا سعد ، أتتمنى الموت عندي ؟ " فردد ذلك ثلاث مرات ، ثم قال : " يا سعد ، إن كنت خلقت للجنة ، فما طال عمرك أو حسن من عملك ، فهو خير لك " .

    محمد بن الوليد البسري ، حدثنا يحيى بن سعيد ، عن إسماعيل ، عن قيس أخبرني سعد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " اللهم استجب لسعد إذا دعاك " .

    رواه جعفر بن عون ، عن إسماعيل ، عن قيس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله .

    [ ص: 112 ] عبد الرحمن بن مغراء : عن سعيد بن المرزبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم أحد : " اللهم استجب لسعد " ثلاث مرات .

    ابن وهب : حدثني أبو صخر ، عن يزيد بن قسيط ، عن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص ، حدثني أبي : أن عبد الله بن جحش قال يوم أحد : ألا تأتي ندعو الله تعالى ، فخلوا في ناحية ، فدعا سعد ، فقال : يا رب ، إذا لقينا العدو غدا ، فلقني رجلا شديدا بأسه ، شديدا حرده ، أقاتله ، ويقاتلني ، ثم ارزقني الظفر عليه ، حتى أقتله وآخذ سلبه . فأمن عبد الله ، ثم قال : اللهم ارزقني غدا رجلا شديدا بأسه ، شديدا حرده ، فأقاتله ، ويقاتلني ، ثم يأخذني ، فيجدع أنفي وأذني ، فإذا لقيتك غدا قلت لي : يا عبد الله ، فيم جدع أنفك وأذناك ؟ فأقول : فيك وفي رسولك ، فتقول : صدقت .

    قال سعد : كانت دعوته خيرا من دعوتي ، فلقد رأيته آخر النهار ، وإن أنفه وأذنه لمعلق في خيط .
     
  20. ام عبد الرحمن

    ام عبد الرحمن إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏6 نوفمبر 2014
    المشاركات:
    219
    الإعجابات المتلقاة:
    196
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    أبو عوانة وجماعة ، حدثنا عبد الملك بن عمير ، عن جابر بن سمرة قال : [ ص: 113 ] شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر ، فقالوا : إنه لا يحسن أن يصلي . فقال سعد : أما أنا ، فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله ، صلاتي العشي لا أخرم منها ، أركد في الأوليين وأحذف في الأخريين . فقال عمر : ذاك الظن بك يا أبا إسحاق . فبعث رجالا يسألون عنه بالكوفة ، فكانوا لا يأتون مسجدا من مساجد الكوفة ، إلا قالوا خيرا ، حتى أتوا مسجدا لبني عبس ، فقال رجل يقال له أبو سعدة : أما إذ نشدتمونا بالله ، فإنه كان لا يعدل في القضية ، ولا يقسم بالسوية ، ولا يسير بالسرية ، فقال سعد : اللهم إن كان كاذبا ، فأعم بصره ، وأطل عمره ، وعرضه للفتن . قال عبد الملك : فأنا رأيته بعد يتعرض للإماء في السكك . فإذا سئل كيف أنت ؟ يقول : كبير مفتون ، أصابتني دعوة سعد . متفق عليه .
    محمد بن جحادة : حدثنا الزبير بن عدي ، عن مصعب بن سعد أن سعدا خطبهم بالكوفة فقال : يا أهل الكوفة ، أي أمير كنت لكم ؟ فقام رجل فقال : اللهم ، إن كنت ما علمتك لا تعدل في الرعية ، ولا تقسم بالسوية ، ولا تغزو في السرية ، فقال سعد : اللهم إن كان كاذبا ، فأعم بصره ، وعجل فقره ، وأطل عمره ، وعرضه للفتن . [ ص: 114 ] قال : فما مات حتى عمي ، فكان يلتمس الجدرات ، وافتقر حتى سأل ، وأدرك فتنة المختار فقتل فيها .

    عمرو بن مرزوق : حدثنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن سعيد بن المسيب قال : خرجت جارية لسعد عليها قميص جديد ، فكشفتها الريح ، فشد عمر عليها بالدرة ، وجاء سعد ليمنعه ، فتناوله بالدرة ، فذهب سعد يدعو على عمر ، فناوله الدرة وقال : اقتص . فعفا عن عمر .

    أسد بن موسى : حدثنا يحيى بن زكريا ، حدثنا إسماعيل ، عن قيس قال : كان لابن مسعود على سعد مال : فقال له ابن مسعود : أد المال . قال : ويحك مالي ، ولك ؟ قال : أد المال الذي قبلك . فقال سعد : والله إني لأراك لاق مني شرا ، هل أنت إلا ابن مسعود وعبد بني هذيل . قال : أجل والله ، وإنك لابن حمنة . فقال لهما هاشم بن عتبة : إنكما صاحبا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليكما الناس . فطرح سعد عودا كان في يده ، ثم رفع يده ، فقال : اللهم رب السماوات . فقال له عبد الله : قل قولا ولا تلعن ، فسكت ، ثم قال سعد : أما والله لولا اتقاء الله ، لدعوت عليك دعوة لا تخطئك . [ ص: 115 ] رواه ابن المديني ، عن سفيان ، عن إسماعيل وكان قد أقرضه شيئا من بيت المال .

    ومن مناقب سعد أن فتح العراق كان على يدي سعد ، وهو كان مقدم الجيوش يوم وقعة القادسية ونصر الله دينه . ونزل سعد بالمدائن ، ثم كان أمير الناس يوم جلولاء فكان النصر على يده ، واستأصل الله الأكاسرة .

    فروى زياد البكائي ، عن عبد الملك بن عمير ، عن قبيصة بن جابر قال : قال ابن عم لنا يوم القادسية :

    ألم تر أن الله أنزل نصره وسعد بباب القادسية معصم فأبنا وقد آمت نساء كثيرة
    ونسوة سعد ليس فيهن أيم
    فلما بلغ سعدا قال : اللهم اقطع عني لسانه ويده . فجاءت نشابة أصابت فاه ، فخرس ، ثم قطعت يده في القتال . وكان في جسد سعد قروح ، فأخبر الناس بعذره عن شهود القتال .

    وروى نحوه سيف بن عمر ، عن عبد الملك .

    هشيم : عن أبي مسلم ، عن مصعب بن سعد ، أن رجلا نال من علي ، [ ص: 116 ] فنهاه سعد ، فلم ينته ، فدعا عليه . فما برح حتى جاء بعير ناد فخبطه حتى مات .

    ولهذه الواقعة طرق جمة رواها ابن أبي الدنيا في " مجابي الدعوة " وروى نحوها الزبير بن بكار ، عن إبراهيم بن حمزة ، عن أبي أسامة ، عن ابن عون ، عن محمد بن محمد الزهري ، عن عامر بن سعد . وحدث بها أبو كريب عن أبي أسامة . ورواها ابن حميد ، عن ابن المبارك ، عن ابن عون ، عن محمد بن محمد بن الأسود .

    وقرأتها على عمر بن القواس ، عن الكندي ، أنبأنا أبو بكر القاضي ، أنبأنا أبو إسحاق البرمكي ، حضورا ، أنبأنا ابن ماسي أنبأنا أبو مسلم ، حدثنا الأنصاري ، حدثنا ابن عون ، وحدث بها ابن علية ، عن محمد بن محمد .

    ورواها ابن جدعان : عن ابن المسيب أن رجلا كان يقع في علي وطلحة والزبير ، فجعل سعد ينهاه ويقول : لا تقع في إخواني ، فأبى ، فقام سعد ، وصلى ركعتين ودعا ، فجاء بختي يشق الناس ، فأخذه بالبلاط ، فوضعه بين كركرته والبلاط حتى سحقه ، فأنا رأيت الناس يتبعون سعدا يقولون : هنيئا لك يا أبا إسحاق ، استجيبت دعوتك . [ ص: 117 ]

    قلت : في هذا كرامة مشتركة بين الداعي والذين نيل منهم .

    جرير الضبي : عن مغيرة ، عن أمه قالت : زرنا آل سعد ، فرأينا جارية كأن طولها شبر . قلت : من هذه ؟ قالوا : ما تعرفينها ؟ هذه بنت سعد ، غمست يدها في طهوره ، فقال : قطع الله قرنك ، فما شبت بعد .

    وروى عبد الرزاق : عن أبيه ، عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف ، أن امرأة كانت تطلع على سعد ، فينهاها ، فلم تنته ، فاطلعت يوما وهو يتوضأ ، فقال : شاه وجهك ، فعاد وجهها في قفاها .

    مينا : متروك .

    حاتم بن إسماعيل : حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده قال : دعا سعد بن أبي وقاص فقال : يا رب ، بني صغار ، فأخر عني الموت حتى يبلغوا ، فأخر عنه الموت عشرين سنة .

    قال خليفة بن خياط : وفي سنة خمس عشرة وقعة القادسية ، وعلى المسلمين سعد ، وفي سنة إحدى وعشرين شكا أهل الكوفة سعدا أميرهم إلى عمر ، فعزله . [ ص: 118 ]

    وقال الليث بن سعد : كان فتح جلولاء سنة تسع عشرة ، افتتحها سعد بن أبي وقاص .

    قلت : قتل المجوس يوم جلولاء قتلا ذريعا ، فيقال : بلغت الغنيمة ثلاثين ألف ألف درهم .

    وعن أبي وائل قال : سميت جلولاء فتح الفتوح .

    قال الزهري : لما استخلف عثمان ، عزل عن الكوفة المغيرة ، وأمر عليها سعدا .

    وروى حصين ، عن عمرو بن ميمون ، عن عمر أنه لما أصيب ، جعل الأمر شورى في الستة وقال : من استخلفوه فهو الخليفة بعدي ، وإن أصابت سعدا ، وإلا فليستعن به الخليفة بعدي ، فإنني لم أنزعه ، يعني عن الكوفة ، من ضعف ولا خيانة .

    ابن علية : حدثنا أيوب ، عن محمد قال : نبئت أن سعدا قال : ما أزعم أني بقميصي هذا أحق مني بالخلافة ، جاهدت وأنا أعرف بالجهاد ، ولا أبخع نفسي إن كان رجلا خيرا مني ، لا أقاتل حتى يأتوني بسيف له عينان ولسان ، فيقول : هذا مؤمن وهذا كافر . [ ص: 119 ]

    وتابعه معمر ، عن أيوب .

    أخبرنا أبو الغنائم القيسي ، وجماعة ، كتابة ، قالوا : أنبأنا حنبل ، أنبأنا هبة الله ، أنبأنا ابن المذهب ، أنبأنا القطيعي ، حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، حدثنا عبد الملك بن عمرو ، حدثنا كثير بن زيد ، عن المطلب ، عن عمر بن سعد ، عن أبيه أنه جاءه ابنه عامر فقال : أي بني ، أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأسا ؟ لا والله ، حتى أعطى سيفا ، إن ضربت به مسلما ، نبا عنه ، وإن ضربت كافرا قتله ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن الله يحب الغني الخفي التقي " .

    الزبير : حدثنا محمد بن الضحاك الحزامي ، عن أبيه قال : قام علي على منبر الكوفة ، فقال حين اختلف الحكمان : لقد كنت نهيتكم عن هذه الحكومة ، فعصيتموني . فقام إليه فتى آدم ، فقال : إنك والله ما نهيتنا ، بل أمرتنا وذمرتنا فلما كان منها ما تكره ، برأت نفسك ، ونحلتنا ذنبك . فقال علي - رضي الله عنه - : ما أنت وهذا الكلام قبحك الله ! والله لقد كانت الجماعة ، فكنت فيها خاملا ، فلما ظهرت الفتنة ، نجمت فيها نجوم [ ص: 120 ] قرن الماعز . ثم التفت إلى الناس فقال : لله منزل نزله سعد بن مالك ، وعبد الله بن عمر ، والله لإن كان ذنبا ، إنه لصغير مغفور ، ولإن كان حسنا ، إنه لعظيم مشكور .

    أبو نعيم : حدثنا أبو أحمد الحاكم ، حدثنا ابن خزيمة ، حدثنا عمران بن موسى ، حدثنا عبد الوارث ، حدثنا محمد بن جحادة ، عن نعيم بن أبي هند ، عن أبي حازم ، عن حسين بن خارجة الأشجعي قال : لما قتل عثمان ، أشكلت علي الفتنة ، فقلت : اللهم أرني من الحق أمرا أتمسك به ، فرأيت في النوم الدنيا والآخرة بينهما حائط ، فهبطت الحائط ، فإذا بنفر ، فقالوا : نحن الملائكة ، قلت : فأين الشهداء ؟ قالوا : اصعد الدرجات ، فصعدت درجة ثم أخرى ، فإذا محمد وإبراهيم - صلى الله عليهما - وإذا محمد يقول لإبراهيم : استغفر لأمتي ، قال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، إنهم أهراقوا دماءهم ، وقتلوا إمامهم ، ألا فعلوا كما فعل خليلي سعد ؟

    قال : قلت : لقد رأيت رؤيا ، فأتيت سعدا ، فقصصتها عليه ، فما أكثر فرحا ، وقال : قد خاب من لم يكن إبراهيم - عليه السلام - خليله ، قلت : مع أي الطائفتين أنت ؟ قال : ما أنا مع واحد منهما ، قلت : فما تأمرني ؟ قال : هل لك من غنم ؟ قلت : لا ، قال : فاشتر غنما ، فكن فيها حتى تنجلي .

    أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن ، أنبأنا أبو محمد بن قدامة ، أنبأنا هبة الله [ ص: 121 ] ابن الحسن ، أنبأنا عبد الله بن علي الدقاق ، أخبرنا علي بن محمد ، أنبأنا محمد بن عمرو ، حدثنا سعدان بن نصر ، حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه قال : مرضت عام الفتح مرضا أشفيت منه ، فأتاني رسول الله ، - صلى الله عليه وسلم - ، يعودني ، فقلت : " يا رسول الله ، إن لي مالا كثيرا ، وليس يرثني إلا ابنة ، أفأوصي بمالي كله ؟ قال : لا ، قلت : فالشطر ، قال : لا ، قلت : فالثلث ، قال : والثلث كثير ، إنك إن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس ، لعلك تؤخر على جميع أصحابك ، وإنك لن تنفق نفقة تريد بها وجه الله ، إلا أجرت فيها ، حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك ، قلت : يا رسول الله إني أرهب أن أموت بأرض هاجرت منها ، قال : لعلك أن تبقى حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون ، اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ، ولا تردهم على أعقابهم ، لكن البائس سعد بن خولة " ، يرثي له أنه مات بمكة .

    متفق عليه من طرق عن الزهري . [ ص: 122 ]

    وعن علي بن زيد : عن الحسن قال : لما كان الهيج في الناس ، جعل رجل يسأل عن أفاضل الصحابة ، فكان لا يسأل أحدا إلا دله على سعد بن مالك .

    وروى عمر بن الحكم : عن عوانة قال : دخل سعد على معاوية ، فلم يسلم عليه بالإمرة ، فقال معاوية : لو شئت أن تقول غيرها لقلت ، قال : فنحن المؤمنون ولم نؤمرك ، فإنك معجب بما أنت فيه ، والله ما يسرني أني على الذي أنت عليه وأني هرقت محجمة دم .

    قلت : اعتزل سعد الفتنة ، فلا حضر الجمل ولا صفين ولا التحكيم ، ولقد كان أهلا للإمامة ، كبير الشأن ، رضي الله عنه .

    روى نعيم بن حماد ، حدثنا ابن إدريس ، عن هشام ، عن ابن سيرين أن سعد بن أبي وقاص طاف على تسع جوار في ليلة ، ثم استيقظت العاشرة لما أيقظها ، فنام هو ، فاستحيت أن توقظه .

    حماد بن سلمة : عن سماك ، عن مصعب بن سعد أنه قال : كان رأس أبي في حجري ، وهو يقضي ، فبكيت ، فرفع رأسه إلي ، فقال : أي بني ما يبكيك ؟ قلت : لمكانك وما أرى بك . قال : لا تبك ; فإن الله لا يعذبني أبدا ، وإني من أهل الجنة .

    قلت : صدق والله ، فهنيئا له .

    الليث ، عن عقيل ، عن الزهري أن سعد بن أبي وقاص لما احتضر ، دعا بخلق جبة صوف ، فقال : كفنوني فيها ; فإني لقيت المشركين فيها يوم بدر ، [ ص: 123 ] وإنما خبأتها لهذا اليوم .

    ابن سعد : أنبأنا محمد بن عمر ، حدثنا فروة بن زبيد عن عائشة بنت سعد قالت : أرسل أبي إلى مروان بزكاته خمسة آلاف ، وترك يوم مات مائتي ألف وخمسين ألفا .

    قال الزبير بن بكار : كان سعد قد اعتزل في آخر عمره ، في قصر بناه بطرف حمراء الأسد .

    وعن أم سلمة أنها قالت : لما مات سعد ، وجيء بسريره ، فأدخل عليها ، جعلت تبكي وتقول : بقية أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم .

    النعمان بن راشد : عن الزهري ، عن عامر بن سعد قال : كان سعد آخر المهاجرين وفاة .

    قال المدائني ، وأبو عبيدة ، وجماعة : توفي سنة خمس وخمسين [ ص: 124 ]

    وروى نوح بن يزيد عن إبراهيم بن سعد أن سعدا مات وهو ابن اثنتين وثمانين سنة ، في سنة ست وخمسين ، وقيل : سنة سبع .

    وقال أبو نعيم الملائي : سنة ثمان وخمسين وتبعه قعنب بن المحرز . والأول هو الصحيح .

    وقع له في " مسند بقي بن مخلد " مائتان وسبعون حديثا . فمن ذاك في الصحيح ثمانية وثلاثون حديثا .
     

مشاركة هذه الصفحة