(تأملات امرأة في إمامة الصلاة)

الموضوع في '#المكتبة' بواسطة فريدة, بتاريخ ‏12 أغسطس 2014.

فيسبوك
أخطاء في برامج التواصل الاجتماعي
  1. فريدة

    فريدة طالبة نشيطة

    إنضم إلينا في:
    ‏21 يونيو 2014
    المشاركات:
    302
    الإعجابات المتلقاة:
    132
    نقاط الجائزة:
    31
    الجنس:
    أنثى
    [​IMG]
    (تأملات امرأة في إمامة الصلاة)

    في الثامن عشرة من شهر مارس عام 2005 للميلاد قامت امرأة مسلمة تدعى أمينة ودود بإمامة صلاة الجمعة.

    في ذلك اليوم قطعت النساء شوطاً كبيراً في مشوار التشبّه بالرجال، لكن هل اقتربن من الوصول إلى الحرية التي كرّمهن بها الله؟

    لا أعتقد ذلك.

    أكثر ما ننساه أو نتناساه هو أن الله هو من كرّم النساء بأن ربط قيمتها الإنسانية به وحده، و ليس بعلاقتها بالرجل.

    لكن حين ألغت النسوية الغربية دور الإله من المشهد لم يبقَ لها إلا الرجل ليكون مقياسا لهذه القيمة الإنسانية. ونتيجة لذلك اضطرّت النسويات الغربيات للبحث عن قيمتهن ومحاولة إثباتها من خلال علاقتهن بالرجل، وبذلك وقعن ضحية افتراض خاطىء: أن الرجل هو المعيار والمقياس الإنساني، ولن تتحقّق إنسانية المرأة إلا حين تكون كهذا المعيار.

    فحين قصّ الرجل شعره أرادت هي تقليده بقصّ شعرها. وحين انضم الرجل للجيش أرادت هي تقليده بالانضمام للجيش. ولم تنبع خياراتها هذه من إرادة حرة حقيقية بل من محض الرغبة بالتقليد حتى تحاكي المقياس الرجولي.

    ما لم تدركه النسوية الغربية أن الله قد كرّم المرأة والرجل على حد سواء من خلال اختلافهما الفطري، وليس من خلال تساويهما المزعوم.

    لكن في تاريخ 18 مارس ارتكبت المرأة المسلمة نفس الخطأ الذي ارتكبته المرأة الغربية.

    طوال 1400 سنة كان هنالك إجماع بين العلماء على أن للرجل إمامة الصلاة.

    لماذا يؤرقني هذا كامرأة مسلمة؟ لا توجد أفضلية روحية لمن يؤم الصلاة بأي شكل.

    لا توجد أفضلية لفعلٍ لمجرد أن الرجل هو من يقوم به، وإمامة الصلاة كفعلٍ ليست لها أفضلية لمجرد أن الرجل هو من يقوم بها.

    لو كانت إمامة الصلاة مقياسا للشرف والأفضلية الروحية، فلماذا لم يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاته عائشة أو خديجة أو ابنته فاطمة لإمامة الصلاة وهن خير نساء الجنة؟

    لكن الآن و لأول مرة منذ 1400 سنة أصبحنا نحتجّ ونعتبر إمامة الرجل للصلاة ظلما! رغم أن الله لم يُعط ميزة لمن يؤم الصلاة، فالإمام ليس أعظم شأنا عند الله ممن يصلي وراء الإمام.

    بالمقابل فإن الأمومة ميزة للمرأة وحدها. وقد شرّف الله المرأة بالأمومة، وجعل الجنة تحت أقدام الأمهات.

    ومهما حاول الرجل فلن يصبح أما وينال شرف الأمومة. فلماذا لا نعتبر هذا ظلما؟

    حين سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن من هو أحق الناس بحسن الصحبة والمعاملة أجاب (أمك) ثلاث مرات قبل أن يذكر الأب مرة واحدة. أليست هذه عنصرية ضد الرجل (باتباع منطقهم) ما دام الرجل لن ينال أبدا نفس مكانة الأم؟

    لكن حتى حين يُكرّم الله المرأة ويشرفها بما هو من خصائص أنوثتها نجدها تتنكر له أو تتعامى عنه لأنها شغلت نفسها بالبحث عن هذا التكريم والتشريف بمضاهاتها بالرجل؛ فأدارت ظهرها لتكريم الخالق وتصارعت مع الرجل المخلوق لتنتزع منه ما تتوهم أنه تكريم.

    لقد ترسخّت صورة الرجل عندها كمقياس للكرامة الإنسانية بحيث اعتبرت كل ما يخصّ الطبيعة الأنثوية انحطاطا. فالحساسية العاطفية إهانة والأمومة تراجع وتدهور. وفي الصراع بين المنطقية العقلية الباردة (وهي صفة تعتبر رجولية) وبين العاطفة المُضحية (وهي صفة تعتبر أنثوية) انتصرت الصفات الرجولية على الصفات الأنثوية وعلا شأنها.

    ما إن نعتبر أن أي عمل يكتسب ميزته حين يقوم به الرجل فكل أفعالنا ستكون مجرد ردود أفعال لأفعال الرجل. فما بحوزة الرجل نريده دائماً لأنفسنا. و حين يؤم الرجل الصلاة نفترض أن هذا يُعطي إمامة الصلاة ميزة إضافية فنطالب بأن تؤم المرأة الصلاة. و كأن إمامة الصلاة تعني أن الإمام أقرب لله وأخير من غيره. ودون أن نشعر أصبحنا نقبل بفرضية كاذبة: و هي أن أي منصب قيادي دنيوي هو انعكاس بالضرورة لعظم مكانة صاحب هذا المنصب عند الله.

    لا يليق بالمرأة المسلمة أن تهين نفسها بهذا الشكل. فالله هو المعيار في حياتها. و الله هو الذي يمنحها قيمتها الإنسانية، و هي ليست بحاجة للرجل لإثبات إنسانيتها.

    و المرأة (في خضم الحملة النسوية للحاق بخطى الرجل) لم تتوقف لتراجع نفسها ولتؤكد على أن بحوزتها ما هو أفضل لها من محاكاة الرجل. بل تخلّت عمّا هو أشرف فقط لكي تتساوى مع الرجل.

    قبل خمسين سنة روّج المجتمع لفكرة أن الرجل أفضل من المرأة لأنه يعمل في المصانع خارج بيته. كانت النساء آنذاك أمهات في البيوت، ورغم ذلك قيل لهن أن تحرّرهن لن يتحقق إلا بالتخلي عن مهمة عظيمة كتربية كائن بشري والاستعاضة عنها بالتعامل مع آلة في مصنع.

    لقد قبلنَ فكرة أن العمل في مصنع أفضل من تنشئة جيل جديد هو عمود قيام أي مجتمع، لا لشيء إلاّ لأن الرجل هو من عمل في المصانع.

    وبالإضافة إلى أعباء العمل خارج البيت لا يزال يُتوقع من المرأة أن تكون خارقة: فلا بد أن تكون أفضل موظفة و صاحبة أفضل وظيفة وفي نفس الوقت تكون أفضل ربة بيت و أفضل أم وأفضل زوجة.

    ورغم أنه لا توجد مشكلة في مجرد عمل المرأة خارج البيت، إلا إننا كنساء أصبحنا نعي متأخرا مدى فداحة ما ضحيّنا به بتقليدنا للرجل. رأينا كيف أن أبناءنا أصبحوا أغراباً عنّا حين تنكرّنا لشرف الأمومة الذي كرّمنا الله به.

    والآن أصبحت المرأة الغربية (إن كانت تملك حرية هذا الخيار) تفضّل أن تبقى في بيتها لتربية أطفالها.

    فوفقا لإحصائيات وزارة الزراعة (دولة اجنبية ) نجد أن نسبة الأمهات العاملات في وظيفة بدوام كامل لم تبلغ سوى نسبة ضئيلة بلغت 31% ممن لهن طفل واحد و 18% ممن لهن طفلان أو أكثر.

    وحسب إحصائية قامت بها مجلة عالمية عام 2000 للميلاد، فإن 93% من هؤلاء النسوة العاملات بدوام كامل اعترفهن أنهن يفضلن البقاء مع أبنائهن في البيت، لكن الإلتزامات المادية أجبرتهن على العمل بدوام كامل. هذه “الإلتزامات المادية” فُرِضَتْ على النساء بدعوى المساواة بين الجنسين في الحضارة الغربية، وأزيحت عن كاهل النساء بعدل التفريق بين طبيعة الجنسين في الإسلام.

    اضطرّ الغرب لأن يتجرّع مرارة ما يقارب قرناً كاملاً من التجارب القاسية حتى يستوعب الكرامة التي فقدها والتي منحها الإسلام للمرأة قبل 1400 عام.

    وبما أنني كُرّمتُ بأن خُلِقتُ أنثى فإنني لن أهين نفسي إلا حين أحاول أن أكون شخصاً مغايراً لا أستطيع (وبصراحة، لا أريد) أن أكونه: وهو الرجل.

    نحن كنساء لن نستطيع أن نتحرّر تحرّراً حقيقياً إلا حين نتوقف عن مضاهاة الرجل وحين نبدأ في تقدير جمال اختلافنا الفطري الذي ميّزنا به الله عن الرجل.

    لو خُيّرت بين العدالة الباردة و الرحمة، لاخترتُ الرحمة.

    ولو خُيّرت بين القيادة الدنيوية و بين أن تكون الجنة تحت قدميّ، لاخترتُ الجنة.


    ياسمين مجاهد


    ملاحظة :
    حذفت اسم البلد الغربي وعوضتة بعبارة (دولة اجنبية )
    حذفت اسم المجلة وعوضتها ب (مجلة عالمية)
    مراعاة لقوانين المنتدى
     
    أعجب بهذه المشاركة تلميذة الجميع
  2. تلميذة الجميع

    تلميذة الجميع طالبة متميزة

    إنضم إلينا في:
    ‏3 يوليو 2014
    المشاركات:
    556
    الإعجابات المتلقاة:
    341
    نقاط الجائزة:
    51
    الجنس:
    أنثى
    جزاك الله خيرا اختي فريدة موضوع رائع جدا :) ,, و هذا مانحتاج له
    توعيه العقول
    منتظرة لجديدك يا اختي
     

مشاركة هذه الصفحة