لست متشائمة,لكني لست متفائلة كثيرا,,,,,

أشعر برغبة في الكتابة,
لكن لا أعرف ماذا أكتب؟!!

أفكار مبعثرة أحاول لملمتها,
و كلمات متناثرة, أحاول جمعها,

أشعر بغضب ممزوجا بحزن,
لا أقول أني يائسة, لكني لست متفائلة,

حين كنت في سن المراهقة, كنت أقرأ عن قصص النجاح,
كانت تعطيني دفعة, و تفاؤل, و تشعرني أن الأمر سهل جدا !!!
من السهل أن تكون انسانا ناجحا, و من السهل أن ينجح مشروعك,

كنا نرى هذه الشخصيات في التلفاز, أو نراها و قد ازدانت و توجت بميدالية,
إضاءة الكاميرات, و هتافات النصر و البلوغ,
كان لها رونق و بريق أخاذ, كانت تشعرنا بالفخر و كأننا نحن من فاز,

حين كبرت, و أردت أن أبدأ مشروعي, و أسلك طريق من قبلي,
اكتشفت حقيقة الأمر, كانت حقيقة مرة,

لم يكن النجاح كما صوروه, باقات ورد, و ابتسامات عريضة,
لم يكن لقاءات تليفزيونية, أو إذاعية, لم يكن شيئا من هذا,
لم يكن شهرة و اسما لامعا, ليس أيا من هذا ,,,,,

لا أدري لماذا لم يتطرقوا لحقيقة النجاح,
ربما مع نشوة النجاح نسوا كل العقبات, كل التعب ...
ربما لأنها ليست شيئا يذكر بعد هذا الانجاز, و أن الانجاز الأكبر هو النجاح,
ربما أرادوا اظهار الجزء الإيجابي للأمر,

لا أدري, المهم أني لمست الحقيقة الصعبة, و الخلفية المؤلمة التي يصعد على ظهرها النجاح.

لست متشائمة, لكن صدقا لم أكن أتوقع الأمر هكذا.

في هذا الموضع, أتذكر أمي,
هذه المرأة التي تحاول جاهدة لانجاح مشروع أسرتها,
و الحفاظ عليها, رغم أن كل أفراد الأسرة, و خارج أفراد الأسرة,
لا يرون إلا النقص في عملها, و رغم كل المنغصات, إلا أنها تسعى جاهدة في مشروعها لانجاحه,
لا تتلقى الكثير من الثناء, أو حتى المدح, دوما منتقدة, و لكنها لا تلتفت لكل هذا, تكمل مسيرتها.

لم أكن أعلم يوما يا أمي أن الأمر بهذه الصعوبة, لم أكن أعلم كم نكون جاحدين بانتقاداتنا,
و قاسين بنظرتنا للنقص الذي يبدر في عملك.

لقد تغيرت نظرتي حين كبرت, و خاصة عندما بدأت مشروعي,
أراك مكافحة, مجاهدة, أراك ناجحة على كل الصعد,
ما عدت أرى فيك عيبا و لا نقصا في عملك,
بل أرى عيبي انا و فشلي في مساندتك في مشروعك العظيم.
أراك جميلة, مزدهرة, متفانية, أراك رمزا للنجاح.
نعم من غيرك يكون رمزا للنجاح ؟!!!! لا أحد يستحق ذلك غيرك.
مشروعك فيه بناء انسان, مشروعك فيه تربية انسان, و تهذيب سلوك, و تصوب عقل,
آآآآآآآآآه كم هو صعب ما كنت فيه يا أماه,,,

تحية شكر و عرفان لوالدتي الحبيبة, على كل شيء,
تحية ممزوجة بالاحترام لمن هي والدتي,
يكفيني أنك في حياتي, و أنك رمز للنجاح أكحل به عيناي.....

بارك الله فيك و جزاك الله عنا خيرا ,,,,,

 

بارك الله لك فيها وبارك الله لها فيكي
الام مدرسة اعاننا الله على برهن
وعلى سداد جزء بسيط مما قدمنهن لنا في حياتنا وما زلن يقدمن
سلام خاص للوالدة غاليتي

 

بارك الله فيك و جزاك الله كل خير حبيبتي