الحرمــان

الموضوع في '#العلوم الشرعية' بواسطة فريدة, بتاريخ ‏24 يوليو 2014.

فيسبوك
أخطاء في برامج التواصل الاجتماعي
  1. فريدة

    فريدة طالبة نشيطة

    إنضم إلينا في:
    ‏21 يونيو 2014
    المشاركات:
    302
    الإعجابات المتلقاة:
    132
    نقاط الجائزة:
    31
    الجنس:
    أنثى
    السلام عليكم ورحمة الله

    مع اقتراب ليلة السابع والعشرين، والتي قد تكون ليلة القدر، وتطابقها مع ليلة يوم الجمعة المبارك، أخوف نفسي وإخواني من الحرمان.

    الحرمان...ذقت طعمه المر يوما. كان ذلك قبل اثني عشر عاما أثناء دراستي في الولايات المتحدة. كان الحصول على تأشيرة الحج من هناك سهلا، فقلت لنفسي: (أذهب و"أسقط" عن نفسي فريضة الحج فـــ"أستريح" من الإثم مدى الحياة).
    هذا الذي كان يشغلني أكثر شيء! أن أسقط عن نفسي فريضة ولا أشعر بذنب تأخيرها. لم أستشعر وقتها أن هذا شرف طاعة عظيم إن أذن الله لي أن أبلغ بيته الح...رام فعلي أن أحرص على التفنن في وجوه التقرب إليه سبحانه واستشعار لذة العبادة...لم يكن هذا ما يدفعني.

    لذا، فعندما ذهبت لأخ مصري لديه مكتب سفريات قلت له: (احجز لي آخر طائرة واجعل العودة في أقرب فرصة). قال لي: (ليه يا عم؟ ما انت شيخ. روح تعبد وخود راحتك، دي رحلة العمر). أجبته بأني مشغول ببحثي في مجال تخصصي ووقتي ضيق فأريد أن أنجز "المهمة" في أقصر وقت.
    حصلت على تأشيرة من القنصلية السعودية وحجزت لـــ"آخر رحلة" وتوجهت إلى المطار. أقلعت من هيوستن إلى باريس. ثم جاء دور الطائرة المتجهة إلى بلاد الحرمين. عندما وصلت إلى الكاونتر حيث تدقيق الجوازات والسماح بالتوجه إلى الطائرة فاجأني الموظف بقوله: (أعتذر، لقد تأخرت. آخر طائرة يسمح لك باستقلالها لغايات الحج انطلقت قبل ساعات)!
    قلت له: (لكني حاصل على تأشيرة من القنصلية!! معي حجز!) قال: (لا أدري. المهم أنك غير مسموح لك بركوب الطائرة).

    وسط دهشتي رأيت أناسا يلبسون ملابس الإحرام يتجهون للطائرة. قلت للموظف: (لماذا هؤلاء يسمح لهم بالتوجه للحج؟) تبين أن هؤلاء معهم استثناء لأنهم مدعوون بدعوة ملكية كأقليات في أمريكا الجنوبية فيما أذكر.
    الحرمان!! إنه الشعور الذي شعرت به وأنا أرى هؤلاء يلبسون ملابس الإحرام ووجوههم مستبشرة متجهين إلى الحج، بينما أنا سأعود من حيث أتيت، لم يأذن الله لي أن أنال الشرف الذي نالوه.
    أدركت خطئي وقتها وسبب حرماني: أني تعاملت مع الحج كفريضة أسقطها لأتجنب الوزر وأستريح! لا كشرف عظيم أشتاق إليه وأدعو ربي لأجله لأشبع عطش الروح وأنال كرامة الطاعة.
    بكيت في طريق العودة من مرارة الحرمان.

    بعد عامين من هذا الموقف كنت قد عدت إلى الأردن، حيث الحج شبه مستحيل دون "واسطة" أو مبررات خاصة لمن هم في سني كأن أكون سائق باص أو مرشدا. ومع ذلك أقبلت على الله بتضرع أن "يأذن" لي بالحج. واستجاب الكريم سبحانه دون واسطة ولا اعتبارات خاصة! وحججت بفضل الله تعالى.
    أحبتي، فلنقبل على ما تبقى من رمضان بنفسية من يحرص على القربى ويخاف الحرمان...يخاف أن يرى الناس بين باكٍ ومتضرع وقائم وساجد وتالٍ بينما هو محجوب عن ربه الكريم...نخاف أن تصيبنا دعوة جبريل التي أمَّن عليها النبي عليهما الصلاة والسلام: (بَعُدَ من أدرك رمضانَ فلم يُغْفَرْ له).
    اللهم وفقنا لعمل صالح يقربنا إليك ولا تجعلنا من المحرومين.
    اللهم آمين

    د اياد قنيبي
     
    آخر تعديل: ‏24 يوليو 2014
    أعجب بهذه المشاركة أ.ريحـــانـــة غـــزة
  2. أ.ريحـــانـــة غـــزة

    أ.ريحـــانـــة غـــزة مسؤول المنهجية بالدار طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏13 يونيو 2014
    المشاركات:
    1,237
    الإعجابات المتلقاة:
    734
    نقاط الجائزة:
    64
    الجنس:
    أنثى
    قصة جميلة, مؤثرة, بارك الله فيك يا غالية : ))
     
    أعجب بهذه المشاركة فريدة
  3. فريدة

    فريدة طالبة نشيطة

    إنضم إلينا في:
    ‏21 يونيو 2014
    المشاركات:
    302
    الإعجابات المتلقاة:
    132
    نقاط الجائزة:
    31
    الجنس:
    أنثى
    و فيك بارك الرحمن معلمتي : )
     
    أعجب بهذه المشاركة أ.ريحـــانـــة غـــزة

مشاركة هذه الصفحة