تربية الصيام الإنسان على الصبر

الموضوع في '#العلوم الشرعية' بواسطة الطامحة للفردوس, بتاريخ ‏8 يوليو 2014.

فيسبوك
أخطاء في برامج التواصل الاجتماعي
  1. الطامحة للفردوس

    الطامحة للفردوس إداري سابق

    إنضم إلينا في:
    ‏14 يونيو 2014
    المشاركات:
    44
    الإعجابات المتلقاة:
    20
    نقاط الجائزة:
    1
    الجنس:
    أنثى
    الوظيفة:
    ميدان الدعوة الى الله
    الإقامة:
    أرجو الله أن تكون الفردوس الاعلى من الجنة
    تربية الصيام الإنسان على الصبر

    والصوم نصف الصبر، ومعنى الصبر في الصوم ظاهر، فإن الإنسان يكلف نفسه عناء الإمساك عن الشهوات والملذات المستطابة التي يتوق إليها القلب، وتشرئب إليها النفس، ويحبها الإنسان بطبعه، فيسمك عنها طيلة نهار رمضان؛ لوجه الله رب العالمين، وهو من الصبر على طاعة الله، وهو أيضاً من الصبر عن معصية الله، ولهذا أمر الله تعالى بالصبر في كتابه فقال: "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ" .. وقال "إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" .. وقال "وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" .. وقال "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ" .. ومدح الله تعالى أيوب عليه السلام فقال : "إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا" .. والله تعالى يحب الصابرين كما أخبرن وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد أن النبي صل الله عليه وسلم قال : "وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر".

    والغريب أن الناس يتكلمون عن الصبر ويفيضون في الحديث عنه، بل ويسمعون كلاماً كثيراً، ويقرأون ما جاء فيه في الكتاب والسنة، ولكن إذا نزلت بهم الملمات والمهمات، واحتاجوا إلى الصبر حتى يطبقوه في سلوكهم وخلقهم وأقوالهم وأعمالهم؛ بدوا كما لو كانوا لم يسمعوا يوماً من الأيام آمراً بالصبر، ولا ناهياً عن ضده، ولا محرضاً عليهن ولا مبيناً لفضل أهله، فإذا احتاجوا إلى الصبر في مواقعه نسوا هذا كله كأنهم لم يسمعوه؛ وهذا يدل على أن الإنسان يحتاج في تعليمه وتدريبه على الإخلاق الفاضلة، ويحتاج إلى التربية الواقعية؛ ومواجهة الأمر حقيقة، وقد يظن الإنسان نفسه صابراً وهو جزوع، وقد يظن نفسه حليماً وهو غضوب، قال عمر رضي
    الله عنه: "وجدنا خير عيشنا بالصبر".

    إن الحياة بالصبر تبدو وتغدو جميلة بكل ما فيها من المحن والمصائب والمشاكل، بل إن الصبر هو الإكسير الذي تتحول به الآلام
    -بإذن الله تعالى- إلى نعم، وتتحول به المحن إلى منح، وكم من إنسان نزلت به ملمة جليلة عظيمة فلما واجهها بالصبر وجد برد اليقين في قلبه، ولذة السكينة في فؤاده ،ورضي بالله تعالى عنه وأرضاه.
     
جاري تحميل الصفحة...

مشاركة هذه الصفحة