أحب الخريف !!!

بدأت تزحف معالم الخريف رويدا رويدا على الطبيعة هنا في كندا،

أنا أحب الخريف جدا، ففيه الكثير من العبر و الدروس، و كما أن الحياة مظهر من مظاهر قدرة الله، كذلك الإماته مظهر من مظاهر قدرته سبحانه في خلقه. لا تقل إحدى هذه الصور أهمية عن الأخرى.

يتردد كثيرا عن الخريف عبارات توحي بأنه أسوأ فصل، و أن الخريف يرمز لنهاية العمر، و فيه تجتمع الكآبة، هكذا يصوروه حتى في الأفلام و المسلسلات.

و لكن دعونا نعرج على بعض الصور و العبر في الخريف.

معروف في الخريف أن الشجر يبدأ يتغير لونه، فيتحول من الأخضر للأصفر، او البرتقالي، أو الأحمر، في تمازج لوني رائع فريد، لا نراه في غيره من الفصول،
تخيلوا معي الايه في كتاب الله و التي ذكر فيها أنه ما من ورقة تسقط إلا و يعلمها سبحانه، فلنتأمل في هذا القدر الهائل من الورق الذي يسقط،و سعة و إحاطة علمه سبحانه بكل ورقة،
و كذلك كل ورقة يعلم متى ستسقط، كم يذكرنا هذا بسعة علم الله سبحانه و إحاطته،
بل هناك ورقة ستسقط خضراء، و الاخرى صفراء، من نفس الشجرة.

ألا يدعونا هذا للتفكر في علم الله!!!

يمتاز الخريف بأنه فصل الأعاصير و الرياح، انظروا لهذه القوة التي تغير وجه الطبيعة تماما،
و هي من جنس الطبيعة.
رياح باردة جافة، ثم تصبح باردة جافة قوية كلما اقتربنا من الشتاء.
لكن هذه الرياح حقيقة تنظف الورق المتساقط، و تجمعه في أماكن ركونها.

هذه الرياح، كما ذكرت ربما تكون وجها من اوجه الموت، لكنها ايضا وجها من اوجه الحياة، و بدايات جديدة، حيث تحمل البذور و تنقلها، ليتم غرسها في التربة،
و يأتي فصل الشتاء و يسقيها، ثم يبدأ الربيع، و تبدأ هذه البذرة بالنمو،
فلا نراها الا في الربيع، في حين ان أول مراحل حياتها بدأت في الخريف.
فليس فصل الخريف فصل النهاية، بل قد يكون فصل البداية.

في الخريف يبدأ الجو بالتغير تدريجيا، فأول الفصل جو لطيف فيه شيء من البرودة، التي تلطف جو الصيف.
و حتى نبلغ آخره، يكون الجو شديد البرودة، فيقربنا من برد الشتاء القارص و يأهلنا له.
و هذا مهم جدا للجسم، حيث تتدرج درجة حرارته تدريجيا.و تنسجم رويدا رويدا مع الفصل.
و هذا عكس البلدان التي فيها فصلان طوال العام، تكثر فيها الأمراض الموسمية، و الأوبئة.


هذه نظرة سريعة جدا على بعض مزايا الخريف، لذلك أقول و بكل ثقة: أحب الخريف.



أختكم
ريحانة غزة